لا يخفى على مسؤولي وزارة التعليم أن سلامة جسد الإنسان أهم من سلامة عقله. لا يمكن لأحدنا حتى هذه اللحظة أن يمر من أمام مدرسة حكومية أو خاصة إلا ويلاحظ حجم عشوائية مرور المركبات التي ينزل منها أبناؤنا وبناتنا الطالبات.
أتساءل: كيف يمكن لنا كآباء ومربين أن نضمن سلامة صعود ونزول أطفالنا من وإلى مدارسهم، في ظل غياب تنظيم السير المتبع في الدول المتقدمة "لحظة دخول الأطفال وانصرافهم من مدارسهم"؟.
هل علينا أن ننتظر حتى يُدهس مزيد من الأطفال فتستيقظ وزارة التعليم والإدارة العامة للمرور، إذ من المفترض أن يعملوا على إيجاد مشروع مشترك لحماية أبنائنا وبناتنا من هذا العبث المروري؟
سؤالي أوجهه إلى مسؤولي وزارة التعليم ومدير الإدارة العامة للمرور: ماذا أنتم فاعلون في هذا الصدد؟ أرجو ألا يكون الصمت هو الجواب.
حين هممت بكتابة هذا المقال استعرضت ما كتب حول هذا الموضوع في صحف متعددة، وللأسف، وجدت أن هنالك كمّا لا بأس به قد كتب ولكن دون جدوى!
هل عُدمت الحلول؟
ألا يمكن إدراج وجود مسار آمن ضمن اشتراطات ترخيص افتتاح أو بناء مدرسة، ألا يوجد إدراك حقيقي لحجم المشكلة؟
حين طلبت من حارس المدرسة التي آخذ أطفالي إليها كل صباح أن يقوم برسم مسار آمن لعبور الأطفال من وإلى المدرسة كل يوم هز رأسه ساخرا، وأجابني كيف لي أن أسيطر على هؤلاء المتهورين؟
هل هو قدر علينا أن نظل تحت طائلة هذا العبث المروري حتى نُفجع بدهس مزيد من الأطفال؟
ختاما، أتمنى أن يتمكن المعنيون بهذا الأمر من صناعة سلامة العبور المدرسي.