رشحت مصادر كروية مطلعة إمكانية إسناد مهمة إصلاح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد زوبعة الاتهامات بالرشاوى والفساد المالي والإداري وتبعات استقالة السيد جوزيف بلاتر الرئيس المنتخب لولاية مقبلة مدتها أربع سنوات، إلى السيد كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة الرجل الهادئ المتمكن الذي قاد المنظمة الدولية في ظروف صعبة ونجح إلى حد ما والمتخصص في الاقتصاد والإدارة وابن الـ77 عاما.

إن المرحلة التي يمر فيها الفيفا وهو الذي يعمل وفق إجراءات وضوابط مرت بمراحل تطور على مدى (100) عام تجعل الرشاوى والتربح من المناصب في مثل هذه المنظومة من الأمور الصعبة إلا أن المال في كرة القدم يظل مغريا لدى البعض خصوصا أن التعاقدات في كرة القدم ليست منضبطة ودقيقة كبقية العقود في الشركات والمؤسسات العامة.

ترشيح مثل هذه الشخصية العالمية يؤكد أمرين، أولهما أن الوضع فعلا خطير في الفيفا بالنظرإلى أهمية المنظومة على المستوى العالمي والتي ينضوي تحت لوائها 209 اتحادات وطنية و6 اتحادات قارية، كما يؤكد أيضا الرغبة القوية لدى عائلة كرة القدم التي رشحت هذه الشخصية في إصلاح الوضع من خلال اسم موثوق عالميا كالسيد كوفي عنان.

إذا كان الفيفا تلك المنظومة التي يعمل بها أكثر من 400 موظف من 60 دولة حول العالم ويقع في قلب أوروبا مركز الشفافية والديمقراطية والمحاسبة الدقيقة، ولديه مراقبون ماليون وبيوت خبرة عالمية في التنظيم الإداري والمالي والإجراءات هو اليوم يقدم صورة باهتة لإدارة كرة القدم مرتبطة بالفساد الإداري والمالي والرشاوى فما الذي يحدث في اتحادات قارية ووطنية ليس لديها ربع الشفافية الموجودة في المنظمة الدولية!!

إن إصلاح المنظومة الكروية في أي بلد يحتاج إلى شخصيات تقتنع تماما أن اللوائح هي مصدر التشريع في إدارة اللعبة ومركز انطلاق العمل المنظم الجاد وهي ركن أساسي لنجاح المنظومة أو فشلها، ولذلك فإن العمل في الفراغ وبدون لوائح يؤدي حتما إلى الفساد المالي والإداري والرشاوى وتوظيف الأقارب وعدم المحاسبة.

إنني أحذر كرة القدم السعودية من مستقبل العمل بدون أنظمة ولوائح محدثة بشكل سنوي ومن السكوت على عدم الالتزام بهذه اللوائح وتطبيقها بالشكل الصحيح وهذا يتطلب كوفي عنان آخر لكرة القدم السعودية ولكن لتنظيم وتطوير اللوائح والإجراءات والتعاميم والتوجيهات الصادرة في مجال اللعبة.

نحن جزء من عالم كرة القدم ويحدث لدينا ما يحدث في أي مكان آخر في مجال اللعبة وبالتالي علينا أن نستفيد من أخطاء الآخرين وتجييرها لصالحنا والاستفادة من خبراتهم وعدم انتظار وقوع الكارثة أو الأزمة لحل المشاكل والصعوبات بل الأمر يحتاج إلى مبادرة سريعة من جميع من ينتمي لعائلة كرة القدم السعودية اتحاد ورابطة ولجان وخبراء.