لعله من المخرجين القلائل في مصر الذين بدأوا مشوارهم مع السينما ككاتب سيناريو متخصص أكاديميا، وحقق نجاحات كبيرة في الكتابة قبل أن يتحول إلى مخرج خلف الكاميرا، ويضع بصمته في تاريخ السينما، ولو أنه لم يقدم سوى فيلمي "الأفوكاتو" و"سمك لبن تمر هندي" لبقيت تركته ثقيلة.

رأفت الميهي عاش للسينما وظل يحدث نفسه بها طوال حياته، حتى وهو يسجل إخفاقا في آخر أفلامه التي قام فيها بدور الكاتب والمخرج والمنتج، وكان هذا الفيلم سببا في ابتعاده عن السينما حتى وافته المنية قبل أيام واسمه مدون ضمن قائمة الكبار.

ولعل المشكلة في فيلمه الأخير "عشان ربنا يحبك" أنه غامر بأسماء البطولة واستعان بوجوه جديدة وضعهم أبطالا للعمل كأحمد رزق وداليا البحيري، لكنه قبض على عشقه للرمزية والخيال والتجاوز في الأفكار والنقد الجريء، ويتضح هنا أنه يعمل على أن تخدم الفكرة العمل لا أن يخدم الأشخاص الفكرة.

تمر الميهي الإخراجي جاء حاليا رطبا وحمل رؤية مختلفة في بعض محطاته، إذ كان من أوائل من طرق فنون التجريب وسينما الفانتازيا والخيال، ولعل فيلمه الوحيد مع أحمد زكي "سمك لبن تمر هندي" يعد تجربة فريدة في ذلك الوقت، وفي بقية أفلامه لم يكن يتشابه مع أحد حتى لو ظهر أقل من الآخرين في المستوى، المهم بالنسبة له أن يقتنص التميز.