كشف مصدر قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده المخلوع، أن صالح بات يخشى على نفسه من التعرض لمحاولة اغتيال، ولذلك قام خلال الفترة الماضية باستبدال حرسه الشخصي أكثر من مرة، مشيرا إلى أن الدائرة المحيطة بالمخلوع باتت أضيق من ذي قبل، وأنه يشرف بصورة شخصية على التأكد من هوية وجذور كل أفراد حراسته الشخصية ويستفسر عن خلفياتهم العائلية.

وأضاف المصدر –الذي طلب عدم الكشف عن اسمه– في تصريحات صحفية إلى "الوطن" أن معاناة صالح من فكرة اغتياله وصلت حد الهاجس، الذي أصبح يلاحقه، وبات كثير التشكك في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمحيطين به، حتى الطعام كثيرا ما يرفضه ويطلب من مقدميه أن يأكلوا منه أمامه، ليتأكد من عدم خلطه بمادة مسمومة، مشيرا إلى أن الضيق الشديد أصاب كل العاملين معه، وأن بعض المقربين منه حاولوا تهدئته، وإقناعه بولاء المحيطين به، وأنهم يعملون معه منذ فترة طويلة ويدينون له بالولاء التام.

واستطرد قائلا "صالح يشك في قيام الحوثيين بشراء ذمم بعض المقربين منه، لذلك أحاط تحركاته وتنقلاته الداخلية، في الفترة الأخيرة، بتدابير أمنية مشددة إضافية، وعزَّز من الحراسات الأمنية المرافقة له في تحركاته وتنقلاته، وقلص من ظهوره في أي تجمعات لأنصاره ومؤيديه لأنه لم يعد يثق في الدوائر المقربة منه، ورفض أخيراً مقابلة كثير من قيادات جماعة الحوثي لاعتبارات أمنية".

وكانت أنباء انسلاخ عدد من القيادات البارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام وانضمامهم إلى الشرعية قد أصابا المخلوع بحالة من الغضب الشديد، حيث أصدر قرارا بـ"إحالتهم إلى المحاسبة بتهمة الخيانة"، وهو ما فسره بعض المراقبين بأنه حالة انفصام عن الواقع يعيشها صالح، توحي له بأنه ما زال على كرسي الرئاسة، وبإمكانه محاسبة الآخرين ومحاكمتهم، متناسيا أنه بات مطلوبا للعدالة على ذمة قضايا جنائية.

كما نشرت مواقع إخبارية يمنية خلال الفترة الماضية تهديدات أطلقها قائد التمرد عبدالملك الحوثي بإمكان تصفية المخلوع، إذا حاول عقد صفقة مع قيادة التحالف العربي، بمعزل عن الجماعة، وهو ما أثار حفيظته ودفعه إلى إطلاق تهديد مماثل بإمكان تصفية الحوثي و40 من قيادات حركته.