هذه الأيام وكما تقرأون وتشاهدون في أخبار ومتابعات التغطيات اليومية، أغلب الأندية السعودية وربما جميعها تحركت إلى معسكراتها الخارجية وهم اليوم يملكون (الكاش) لمصاريف المعسكرات الإعدادية (السياحية) ولم نسمع أن رئيس نادٍ أو مسؤولا أو إداريا خرج للإعلام ليتحدث عن أي ضائقة مالية مما يعني أن مدفوعات هذه الرحلات الأوربية تعتبر فائضا بعد عمليات شراء عقود اللاعبين وتغيير الأجانب والانتدابات والإعارات وجلب طواقم المدربين وغيرها من متطلبات التجديد والتهيئة للموسم الجديد، هذا بالإضافة إلى أن لجنة الاحتراف تعلن أن أغلب هذه الأندية أحضرت الحوالات البنكية للرواتب والأمور عال العال.
سأقولها وعلى مسؤوليتي: بمجرد الدخول في معمعة الجولات لدوري جميل السعودي ستخرج نغمة (الديون) وعدم الوفاء بالمستحقات، ستظهر عناوين ومانشيتات لشكاوى داخل لجان فض المنازعات محليا وداخل أروقة فيفا خارجيا، ستشاهدون لاعبين ووكلاء أعمال ومسؤولين وغيرهم يملأون الدنيا ضجيجا.. وكل يغني ليلاه! إنها اللازمة الموسمية التي تعطينا يقينا لا يقبل الجدل عن الفكر الإداري والتخطيط وكيفية إدارة الأزمات مع العقليات التي تفكر وقتيا فقط أو لمرحلة محددة ليس إلا.
إنها مشكلة الإدارات التي تعمل لفترتها فقط دون النظر لمستقبل الكيانات الرياضية ومتطلبات التخطيط النموذجية لاستمراريتها للمستقبل، ناهيكم عن الرؤى الاستثمارية وكيف أصبحت بالنسبة للبعض فرصة ذهبية للاستفادة منها خلال تواجد الإدارة، ولا يهم ما الذي سيحدث لمن يأتي من بعدهم حين أحكموا القبضة على مداخيل النادي وجعلوا منها فاتورة سداد واجبة الدفع لسنوات طويلة بسبب قرار منفرد ومتسرع دفع ثمنه الكيان وموارده دون إحساس وبدمٍ بارد (!!).
رفضت الأندية أن تفهم أنها باتت الحلقة الأضعف في التخطيط للمستقبل وهو ما جعلها (محلك سر ــ بلا تطور!) واكتفت بدورها المتكرر موسميا والمتمثل في أوهام المنافسة على الألقاب وتسجيل الإنجازات الشخصية وتفعيل دور التحديات والطقطقة على بعضهم البعض في كل مكان حين حقنهم الإعلام الموجّه بكل تعابير السطوة والخطيئة والانتقاص من الآخر، بينما في حقيقة الأمر هذه الأندية بكل عدتها وعتادها تنكشف (دوما) أنها هزيلة وضائعة بمجرد خروجها لتمثيل البلد في أسهل بطولة وأكثرها استمرارية وأقصد: (الآسيوية) طبعا.. إلى اللقاء.