في مثل هذا التوقيت من العام الماضي تعرضت على هذه الصفحة لقضية العلاقة بين طريقة وسلوك اللاعب خلال فترة راحته السلبية المسماة بالإجازة، وبين فرص تعرضه للإصابات خلال خوضه منافسات الموسم المقترنة بالحمل البدني العالي.

واليوم أحاول حصر كمية الإصابات التي تعرض لها اللاعبون خلال الموسم ومدى تأثيرها على نتائج فرقهم والمنتخب الوطني، ففي الموسم المنفض أصيب مهاجم الهلال ياسر القحطاني، ومهاجم النصر سعد الحارثي، ومهاجم الاتحاد نايف هزازي، ومهاجم الأهلي مالك معاذ.

القوام الأعظم من المصابين يلعبون في مركز المهاجم لأنه أكثر المراكز الكاشفة للحالة البدنية الصحيحة، وهو المركز الذي يحتاج لمرونة الأوتار واستطالة العضلات من أجل الاستجابة لما يقوم به المهاجم من دورانات سريعة عكس اتجاه الجسم للقيام بعملية الخداع.

عدم امتلاك المهاجمين للمرونة الكافية حرم المنتخب من التأهل البديهي للمونديال، وكلف الأندية أموال طائلة لجلب اللاعب الأجنبي البديل.

أود توجيه الاتهام إلى إدارات كبار الأندية قبل صغارها بالتقصير غير المبرر في إدارتها للاعبها باعتباره هو المنتج الأساسي الذي تسوقه وتجني من ورائه المال والشهرة.

الإدارة التي تعي كيف ومتى وأين تحافظ على أموال ناديها، وجب عليها النظر إلى الراحة السلبية للاعب على أنها جزء أصيل ينطوي تحت مسؤولياتها يخول لها تزويده الإجباري بمخاطر الإفراط في السهر ووووو إلخ أثناء الراحة السلبية التي تمنح من أجل أن يحصل الجسم على فرصة إعادة بناء خلاياه التي تآكلت أثناء الموسم، وأن تعرف مكانه وتتابع سلوكياته دون حرج ولا خصوصية لهذا اللاعب أو ذاك.

هذا الأسبوع أطلقت الأندية سراح لاعبيها لينتشروا في الأرض بعد أن أمنت انتفاخ جيوبهم بالمال اللازم بصرفها لكافة المستحقات المالية، وفي المقابل أغلق اللاعبون هواتفهم النقالة وكأن اللاعب يطوي ماضيا كان يزعجه، ويستعد لاستقبال الأيام البمبي.. قبل أن يعود ويسلم نفسه بعد 6 أسابيع لناديه من جديد ويبدأ معه رحلة المعاناة. رأيت بأم عيني في غرف تغيير ملابس اللاعبين في أوروبا جدولا معلقا على الحائط يدون عليه مدرب الأحمال "اللياقة" مواعيد الامتناع عن معاشرة اللاعب لزوجته، وهي مرتبطة بجدوله التدريبي والمباريات.. فهل منا من يجرأ على التلميح لأي من نجومنا لمثل هذه النصيحة.. أشك.