حسم رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العسكرية والأمنية الدكتور هشام جابر الجدل حيال ضبط وترحيل المطلوب الأمني أحمد إبراهيم المغسل إلى المملكة، مؤكدا في تصريح إلى "الوطن" أن شعبة المعلومات اللبنانية هي من أوقفت المطلوب الأمني في مطار بيروت، قبل أن يمضي أربعة أيام لمطابقة عينة من حمضه النووي بعينات أخرى من أسرته، مشيرا إلى أن العملية تمت في إطار أمني ومهني بعيدا عن الجوانب السياسية.
وشدد جابر على أن الأجهزة المختصة والقضاء اللبناني كانا على علم بكل مراحل العملية، في حين فند مصدر أمني آخر دعاوى حزب الله واعتراضه على العملية، متسائلا عن الأسباب التي تدفع الحزب للاعتراض على موقوف أمني من رعايا دولة أخرى، وغضه الطرف عن تنقله بجواز إيراني.
كشف رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العسكرية والأمنية الدكتور هشام جابر أن الـ19 عاما التي قضاها المطلوب الأمني، أحمد إبراهيم المغسل، الذي تم توقيفه الأسبوع الماضي في لبنان، قبل أن تتسلمه السلطات السعودية، متخفيا بين دولة إيران ومنها في زيارات خاطفة إلى لبنان بجواز سفر مزور، لم تشفع له لمواصلة مسلسل الهرب من العدالة، حيث ألقي القبض عليه في الثامن من أغسطس الحالي، فور وصوله مطار إلى بيروت الدولي، وهو زعيم ما يسمى بـ"حزب الله الحجاز"، وتم إدراج اسمه على لائحة المتهمين بصفته مهندس تفجير سكن البعثة الأميركية في الخبر عام 1996 الذي أسفر عن مصرع 19 جنديا أميركيا وإصابة 500 شخص.
وكشف جابر في حديث إلى "الوطن" أن القبض على المغسل تم بسرية مطلقة، لدرجة أنه كان مفاجئا حتى لبعض الدوائر الأمنية في مطار بيروت، لا سيما بعد أن تردد المذكور مرات عدة بجواز سفر إيراني مزور، ولكن هذه المرة كان التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية السعودية وشعبة المعلومات اللبنانية التي أسسها الرئيس الراحل توفيق الحريري على أعلى درجة، حيث تم الإيقاع بالمطلوب، مؤكدا أن هذه العملية هي الأهم في العمليات التي تسجل لأمن الشعبة.
مهنية التعامل
وأشار جابر إلى أن وزارة الداخلية اللبنانية ما زالت تلتزم الصمت منذ إكمال العملية الأمنية، وأن بعض وسائل الإعلام اللبنانية المحسوبة على حزب الله ما زالت تواصل استفزاز الوزارة حتى تفصح عن تفاصيل العملية، مثل صحيفة الأخبار، التي هاجمت الوزير وزعمت أنه قام بتسليم المغسل دون أخذ موافقة جهات عليا في الدولة، أو حتى إطلاع الحكومة عليها، كما وجهت عددا من الاتهامات الجزافية إلى شعبة المعلومات، متناسية أن حزب الله يمارس كثيرا من الأعمال التي تتنافى مع مصلحة الدولة، وعطل كثيرا من شؤون البلاد.
وأضاف "الأمن السعودي بتنسيقه مع شعبة المعلومات استخدم القنوات الرسمية للدولة، وهو الإجراء المتبع في مثل هذه الحالات، ولم يتم اللجوء إلى جهات سيادية عليا، وهذه قمة المهنية واحترام المؤسسات الأمنية، ومع ذلك تسببت هذه العملية في هجوم كبير شنته وسائل إعلام محسوبة على حزب الله، على رئيس شعبة المعلومات العميد عماد عثمان، ورمته بأوصاف طائفية لا يجوز إطلاقها، وهي تهم غير صحيحة، فهو قام بعمله على أعلى درجات المهنية والاحترافية، حيث ألقت القوات القبض على شخص مشبوه انتحل شخصية مزورة، وهو مطلوب في قضايا أمن دولة وقضايا إرهاب تهم دولة شقيقة، وبالتالي فإن ما قام به هو العمل الأمني الحقيقي، البعيد عن أي اعتبارات سياسية، أو مذهبية".
متابعة مستمرة
من جهة أخرى، كشف مصدر أمني في شعبة المعلومات لـ"الوطن" أن القبض على المغسل تم بعد ورود بلاغ عن وصوله إلى لبنان لحضور مناسبة عائلية، فاتخذت الأجهزة الأمنية المختصة إجراءاتها اللازمة، وعند وصوله إلى مكتب الجوازات لإنهاء إجراءات الدخول تم التأكد من هويته، كما أن شعور المتهم بالارتباك من دقة التفتيش كان واضحا، لأنه يحمل جواز سفر إيرانيا مزورا، وفور اعتقاله تم نقله إلى مقر التوقيف بالمطار، ومن ثم إلى فرع شعبة المعلومات بأحد المراكز القريبة من المطار.
وحول مدة بقائه في بيروت قال المصدر إن العملية تمت في الثامن من أغسطس الجاري، بعد قدومه في طائرة مدنية من طهران إلى بيروت، وبقي ليومين أو ثلاثة أيام، بعد أن تم أخذ عينات من حمضه النووي منه وإرساله إلى المملكة، وبعد تطابق النتائج مع نتائج أخرى أخذت من أسرته في وقت سابق، تم إرساله إلى السعودية بسرية تامة حيث يجري التحقيق معه حاليا.
تساؤلات مشروعة
ومضى المصدر بالقول إن الأجهزة المختصة والسلطات العليا في الدولة كانت على علم تام بالعملية منذ إكمالها وحتى تسليم المطلوب إلى المملكة، مؤكدا أنها استكملت كافة إجراءاتها القانونية، وأن القضاء كان يتابع الموقف حتى تم ترحيل المطلوب إلى بلاده.
وأبدى المصدر استغرابه من الضجة التي يثيرها حزب الله عن تعاون شعبة المعلومات مع الأمن السعودي، وقال "الغضب الذي أصاب الحزب الطائفي يؤكد أنه لم يكتف فقط بالضلوع في العمليات الإرهابية في دول خارجية، فالحزب الذي عارض تسليم الموقوف لم يعترض على الجواز الإيراني الذي ظل يتنقل به لعدة سنوات بل يسعى كذلك لاحتواء المجرمين وحمايتهم، وربما كان الحزب يخشى من التداعيات التي قد تطاله إذا ما كشفت التحقيقات أن حزب الله اللبناني كانت له يد في تفجيرات الخبر، وحينها سيكون الحزب المذهبي قد فتح على نفسه أبواب الجحيم".
من هو المغسل؟
- من مواليد القطيف في 26 يونيو 1967
- عرف بميوله الإجرامية منذ وقت مبكر
- له صلات بفيلق القدس التابع للحرس الثوري
- يعتبر مهندس تفجير أبراج الخبر عام 1996
- رصدت واشنطن 5 ملايين دولار مكافأة لتوقيفه
- تولى قيادة الجناح العسكري لـ"حزب الله الحجاز"
- سعت طهران لتضليل العدالة وزعمت انتحاره