فيما نفى مدير تعليم صبيا عسيري الأحوس إنهاء تكليف معلمات ثانوية الظبية بناء على زيارة الطالبات لإمارة المنطقة، حصلت "الوطن" على وثيقة تنقض هذا التصريح، جاء فيها "إن مدير التعليم وبموجب الصلاحية الممنوحة له، وبعد اطلاعنا على محضر اللجنة وما تقتضيه المصلحة التعليمية بشأن قضية مدرسة الظبية الثانوية للبنات، عليه اعتمدوا إنهاء تكليف مديرة المدرسة ووكيلتها ورائدة النشاط".
وكان الأحوس برر إنهاء تكليفهن بانتهاء فترة التكليف، نافيا أن تكون قضية زيارة الطالبات للإمارة هي السبب.
وبعد انفراد "الوطن" أمس بنشر تقرير بعنوان "زيارة الطالبات للإمارة تعفي الإداريات"، والذي أوضح ملابسات القضية وموقف تعليم صبيا منها، وما أحدثته من نقاش وتفاعل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استهل الأحوس يومه الإداري صباح أمس بكتابة رسالة تهديد بعث بها لمراسل "الوطن"، جاء فيها "لقد سألت ورددت عليك كما سألت، فلماذا ذهبت بعيدا. ثق تماما أني سأحتفظ بكامل حقوقي كمسؤول وأنت تدرك ما أقول، وبيني وبينك الجهات المسؤولة في البلد".
إلى ذلك، أبدى عدد من مواطني جازان ومثقفيها ردود فعل إزاء هذه القضية، حيث أكد رئيس أدبي جازان الأسبق أحمد الحربي أن إمارة المنطقة تمثل ولي الأمر وأن زيارته واجبة، وتساءل "من قال إن زيارة الطالبات لمقر الإمارة منكر؟". وأضاف أنه ما زال هناك جهلاء في التشريع والتنظيم، فكيف لإدارة التعليم أن تتصرف مع مربيات ومعلمات تصرفات معيبة إداريا واجتماعيا، داعيا إدارة التعليم وإمارة المنطقة والكتاب والإعلاميين إلى الوقوف صفا واحدا في وجه الجهلاء الذين لا يتكلمون ولا يحتجون ولا يعترضون إلا في مواضيع النساء والبنات.
فيما أكد الكاتب عمرو العامري أن الغريب في الخبر هو التوقيت، ففي الوقت الذي تتقدم فيه المرأة ناخبة ومرشحة، تتمتع بحقوق المواطنة الكاملة، نجدها في إدارة تعليم صبيا محاصرة في قفص الاتهام ثم المساءلة والتحقيق، فالعقوبة بإنهاء التكليف والنقل فقط لأن المرأة مارست نشاطا تعليميا لا منهجيا موافق عليه سلفا من الإدارة ومن أولياء أمور الطالبات. وأضاف العامري: إن صحت الأسباب أن وراء ذلك ضغطا من تيار نعرفه جيدا يعاكس التوجه العام لصانع القرار، ويكرس دونية المرأة، فالأمر خطير ويشوه كل ما حققته المرأة في مسيرتها الطويلة والصعوبة في مساواتها وأهليتها ومواطنتها التي كفلتها لها أنظمة الحكم وكذلك ولي الأمر، ويجعل من مسألة انتخابات المجالس البلدية أمرا لا معنى له، إذا كانت زيارة مقر مرفق حكومي تؤدي إلى العقوبة.
واستطرد قائلا: أما مدير تعليم صبيا فلن ننتظر منه أكثر، حيث لم ينف ولم يؤكد تعرضه لأي ضغوطات، غير أن العاقل وأبسط الناس يقرأ جيدا ما بين السطور.
إلى ذلك، قال الدكتور محمد حبيبي إن القرار صادم فعلا، لأنه تناسى كل الحسنات والجهود الكبيرة على مدى سنوات، ويؤدي إلى الإحباط، وجاء كنهاية لا تليق بحق المعلمات.
وقال العباس معافا: بهذه القرارات نحن أمام أزمة ثقة، لا سيما بعد صدور القرار الغريب تجاه مديرة المدرسة ووكيلتها ومشرفة النشاط، وسوف نتعجب لمثل هذا القرار مهما كانت دوافعه، خاصة أن الزيارة كانت بموافقة التعليم وأهالي الطالبات.
وفي السياق ذاته، دعا علي عريشي الطاقم الإداري إلى توجيه شكوى للوزارة لرد الاعتبار، مضيفا أن الإعفاء بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت، ينطوي على إساءة بالغة لهن كمعلمات وكإناث يعشن على سمعتهن.