"تلقيت رسالة اليوم من جمعية الحاسبات الأميركية بفوزي بجائزة أفضل رسالة دكتوراه على مستوى العالم في هندسة البرمجيات لعام 2015، هذه التغريدة التي صدح بها "معاذ الخلف" صبيحة العيد كانت كفيلة بإشعال "تويتر" لأيام متتالية!

لم يكن طريق حصول "معاذ" على شهادة الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا، ثم الفوز بهذه الجائزة المرموقة معبدا بالزهور، بل كان تحديا شاقا كاد أن يعيده إلى الوطن دون أن يحقق حلمه! لكنه وزوجته أبيا إلا المواصلة وتحقيق الهدف.

إذ إن "معاذ" وبعد نشره ورقتين علميتين نهاية عام 2012، وبعد تجاوز اختبار الدكتوراه الشامل بدأ يشعر بالألم في الرقبة والظهر، وللأسف تفاقمت الحالة إلى أن أضحى لا يستطع الوقوف أو الجلوس أكثر من 30 دقيقة! ليتوقف عن العمل البحثي وعن زيارة الجامعة، عندها تولت زوجته "بنان" زمام المبادرة، وأضحت هي الأب والأم لطفليه ومسؤولة عن كل شيء.

اكتشف "معاذ" أنه مصاب بتصلب شديد للعضلات ونشاط مفرط في الأعصاب، لكنه وبدعم من مشرفه البحثي توصل إلى اتفاق يسمح له بمواصلة بحثه من المنزل، فكان أن عدل في فراشه؛ ليستطيع البحث والكتابة وهو مستلق على ظهره. والعجيب أنه يقول إن هذه المحنة "قد زادت من إنتاجيته" نظرا لتفرغه، وثانيا لبعده عن المشرف فقد كان مضطرا للعمل المضاعف واتخاذ القرارات بشكل منفرد.

كانت أياما صعبة عليه وعلى عائلته الصغيرة، فقد استمر بالبحث عن علاج.. وزار 11 طبيبا متخصصا حتى وصل إلى معالج طبيعي تمكّن من تحسين حالته قليلا، بيد أنه وبثقته بالله ثم بنفسه استطاع وخلال سنتين ونصف فقط أن ينتج رسالة علمية متقنة ومبهرة، جعلت مشرفه متأكدا من حصوله على الجائزة وهذا ما حصل بالضبط.

اليوم يعيش الدكتور "معاذ الخلف" بين أحبائه في الرياض وقد حقق حلم حياته، وأكد أن الإنسان قادر على أي شيء؛ فقط متى ما آمن بنفسه.