المهارات الحياتية هي السلوكيات والمهارات الشخصية والاجتماعية اللازمة للفرد للتعامل بثقة واقتدار مع نفسه ومع الآخرين ومع المجتمع، وذلك باتخاذ القرارات المناسبة والصحيحة وتحمل المسؤوليات الشخصية والاجتماعية، وفهم النفس والغير وتكوين علاقات إيجابية مع الآخرين وتفادي حدوث الأزمات، والقدرة على التفكير الابتكاري"، ويتسارع العالم العلمي والتكنولوجي بشكل كبير ومستمر، ما شكل تحدياً لكثير من المجتمعات بمواكبة هذا التحدي الذي لا يتوقف، وفي هذا السياق فإن العملية التعليمية التربوية تقع في قلب هذا التغيير وفي مقدمة المواجهة لهذا التحدي، وعليها إعداد إنسان يستطيع التكيف مع متطلبات الحاضر والمستقبل، وبالتالي أصبح من الضرورة إعداد المتعلمين للحياة المعاصرة، رغم العقبات والصعوبات التي تحيط بمجتمعاتنا العربية، فمن الجدير بالذكر أن هذا الأمر لا ينطبق على الدول العربية والدول النامية فقط، بل على النظم التعليمية في الدول المتقدمة، وإن كانت تزداد إمكانيات تحققه لديها أكثر.

ولإكساب المهارات الحياتية اللازمة للفرد المتنور علمياً وتكنولوجياً أصبح من الأهمية دمج المهارات الحياتية في المناهج التعليمية، لإعداده قادراً على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.

وتعد عملية إكساب المهارات الحياتية للمتعلم من النواتج الهامة للمنهاج الحديث المعاصر في أي مرحلة دراسية، وهذا الأمر لا يقتصر على مادة بعينها دون أخرى، فهي مسؤولية مشتركة لا يمكن أن نعفي منها أي تخصص أكاديمي، ويرجع ذلك إلى أن التربية في جوهرها معنية بإكساب المهارات الحياتية التي تؤهل المتعلمين لمعايشة الناس والتعامل معهم وتمكنهم من العمل، إلى ضرورة تمكين الطفل من حقه في التنشئة والتربية والتعليم الجيد الذي يثير قدراته في الإبداع والابتكار، ويحفز لديه القيم الأخلاقية والاجتماعية.

 وتؤكد الحاجة لدى المتعلمين الذين يحاولون الحصول على وظائف إلى ضرورة امتلاكهم لمعايير منهجية للمهارات الحياتية، والتي تحقق لهم النجاح المستمر في نواحي الحياة المختلفة والمرتبطة بالتعليم المستمر وتطوير الذات والتطوير الوظيفي.