كثفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة في اليمن لردع المتمردين الحوثيين وفلول المخلوع صالح، من غاراتها العنيفة على محافظة الحديدة، حيث أشارت مصادر ميدانية إلى أن غارات عنيفة شنتها المقاتلات فجر أمس، أسفرت عن مصرع 29 متمردا، بينهم مشرف العمليات الميدانية لميليشيات الانقلابيين في المحافظة، المكنى بـ "أبو شهيد"، وأصيب نحو 38 آخرين، في غارات استهدفت مواقع الإرهابيين في مزرعتين بمديرية الجراحي.
وقال شهود عيان إنهم شاهدوا انفجارات في المزرعتين المجاورتين لمحطة الكهرباء، وسط انتشار كثيف لمسلحي جماعة الحوثي عقب وقوع الغارات. مشيرين إلى أن سيارات إسعاف كثيرة هرعت إلى محيط الموقع، حيث قامت بانتشال جثث القتلى، ونقل كثير من المصابين إلى المستشفيات.
ضربة قاصمة
وكان مراقبون قد أشاروا إلى أن الميليشيات تتجه لتلقي هزيمة كبيرة في المحافظة، حيث تركز قيادة التحالف على توجيه ضربة قاصمة لهم، لحرمانهم من السيطرة بشكل كامل على محافظتي تعز والحديدة، اللتين تضمان ثلاثة موانئ، هي (الحديدة، والصليف، والمخا، إضافة إلى مضيق باب المندب الدولي الاستراتيجي. وهو ما يعني عمليا فقدان الحوثيين لسيطرتهم على جميع المنافذ البحرية، وسيؤدي إلى انكماشهم نحو الداخل. بينما يتوقع مراقبون آخرون أن يبدأ التحالف العربي شن معركة للسيطرة على محافظة الحديدة، واستعادتها من قبضة الحوثيين، بالتوازي مع تحرير الشريط الساحلي لتعز.
وشهدت المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر، وعلى وجه الخصوص الواقعة قبالة مدينة الحديدة، خلال الفترة الماضية، نشاطا ملحوظا لبوارج قوات التحالف. حيث اقتربت من ساحل منطقة الدريهمي، وأمطرت مواقع الانقلابيين بنيرانها.
وأشار مراقبون إلى أن هذا التطور الهام يعني أن تحرير الحديدة سيكون هو الهدف المقبل لعمليات التحالف، وأن نشاط قواته في الفترة الأخيرة ربما يكشف عن عملية مرتقبة قد يتم تنفيذها، كتلك التي شهدتها عدن.
حصار مطبق
وأضافوا إلى أن عوامل كثيرة قد تدفع التحالف إلى القيام بعملية مماثلة لعملية عدن، انطلاقا من مدينة الحديدة، حيث تسعى الحكومة الشرعية لعزل الانقلابيين خارجيا، وفرض مزيد من التحكم على المنافذ البحرية والجوية الهامة، وهذا ما حدث بالفعل في عدن، وسوف يحدث في الحديدة.
وأوضحوا أن تقديرات عسكرية أخرى لا تستبعد أن يشمل التحرك العسكري المرتقب إنزالا بريا في مياه الحديدة والمخا، مؤكدين أنه في حال حدوث ذلك فإن الجماعة الانقلابية تكون قد فقدت المنفذ البحري الوحيد الذي لا يزال يغذي مواقعهم في العاصمة صنعاء، بالوقود ومختلف المواد التموينية، ما يعني بدوره أن معركة تحرير صنعاء ستبدأ بتحرير الحديدة، من خلال قطع الإمدادات عن الجماعة، في صنعاء، إضافة إلى احتمال بدء عملية برية لقوات عسكرية مدربة تدريبا جيدا انطلاقا من الحديدة.
تمهيد لتحرير العاصمة
كما استهدفت غارات أخرى مواقع وتجمعات الحوثيين في المدينة الساحلية، حيث استهدف القصف مبنى المؤسسة الاقتصادية، الذي يتخذه المتمردون مركزا لإدارة عملياتهم، وكذا القاعدة الجوية، ونادي الضباط، وسط المدينة، وهو ما يعني البدء بضرب مواقع الميليشيا ومعسكراتها ومخازنها، تمهيدا لعملية أوسع خلال الفترة المقبلة.
وكانت قوات التمرد قد اعتمدت على الميناء في الحصول على المواد الإنسانية التي كانت ترسلها مؤسسات الإغاثة العالمية، بعد أن استهدفت ميناءي عدن والمخا، لحرمان سكانهما من أي مساعدات. واستهدفت كذلك إحدى السفن التي كانت تنوي الرسو في ميناء البريقة، لإيصال مواد غذائية ومساعدات طبية وكمية من البترول، ما دعا السفينة للعودة إلى أدراجها في جيبوتي، وهو الحادث الذي أثار في وقته ردود أفعال واسعة، استنكرت تصرف المتمردين.