العلاقة الاجتماعية هي رابط سلوك بين تجمع سكاني من أبرز محاوره الأمن والاستقرار والمادة  بشتى أنواعها. وقد كانت عبر التاريخ البشري تكتلات بشرية تجمعت ونهضت وأقامت حضارات سادت بها فترة من الزمن، ثم بدأ العد التنازلي نحو الانحدار شيئاً فشيئاً حتى بادت، وأصبحت من الماضي كالحضارة الإغريقية والرومانية والإقطاعيات الأوروبية، والحضارة الأموية والعباسية والأندلسية والعثمانية وغيرها من حضارات الشعوب الأخرى.

وعند التأمل في المحور المشترك بينها جميعاً من البداية حتى النهاية نجد هنالك فكرة الخُلق الفاضل والعدالة والتوحد نحو الإنتاج والتنمية الذي عادة ما يكون مدفوعاً بالقوة المحركة السائدة التي تمتلك المال والسلطة، فتتشكل الأفكار وفق آلية معينة تدار بها الأمور من خلال الفكر العام السائد.

وقد كان من مميزات العصور السابقة البعد المكاني وصعوبة التواصل، ما ولد حضارات متمايزة في كينونتها وبنيتها، وعند النظر في الحضارات القريبة التي لمع نجمها وذاع صيتها في شتى بقاع الأرض نجد الحضارة الإسلامية التي لا ينكر فضلها إلا جاحد وجاهل، فقد أسهمت في تقدم البشرية في شتى المعارف كالحساب والجبر، وعلم الفلك والفيزياء وغيرها من معارف شتى، وكانت الأندلس هي القنطرة الأولى التي عبرت بها المعارف الإسلامية إلى قلب البلاد الأوروبية، وكان أبناء ملوك وأمراء وسادة إقطاعيات أوروبا يبعثون أبناءهم لنهل تلك العلوم من المدارس الأندلسية. وبسبب ضعف المسلمين مع الزمن وتفككهم وتخاذلهم عن بعض، طغت عليهم حضارات الأمم الأخرى بعد نهضتها وقوتها وتمكنها، وأذاقت المسلمين ويلات الاستعمار الذي بقي له بعض الشواهد والرموز.

وعند التأمل في سبب نهضة العرب -الذين كان يمقتهم الروم والفرس سابقا- نجد ذلك مقرونا بالإسلام، فبالعقيدة الإسلامية الراسخة التي لا تقبل العبودية إلا للخالق البارئ نهض العرب من براثن التخلف والأفكار المستهجنة التي كانوا يتميزون بها كوأد البنات وقطع الطرق وغيرهما من الموروثات التي ورثوها من سابقيهم بما فيها من الغرابة والبشاعة، فإذا هم في مصاف الأمم التي كان يضرب بها المثل في العلم والقوة.

ولا يعني هذا أننا بالرغم مما نعيشه من أشكال التفرق والتخاذل والتشرد والجهل قد فقدنا حضارتنا، بل سوف نعود إليها، وذلك بتمسكنا بديننا وجعله منهج حياة لنا في كل شيء.