ودع العكاظيون أول من أمس النسخة التاسعة لسوق عكاظ الذي طوى خيامه، بعد 10 أيام من الفعاليات التي شهدها نحو 250 ألف زائر، وتنوعت بين المحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية والفعاليات الثقافية والمسرحية والحرف اليدوية والفنون الشعبية، إضافة إلى خيمة المعارض التي ينظمها عدد من الوزارات والهيئات الحكومية.
وشهدت جادة السوق تقديم نماذج تاريخية مؤثرة من خلال عدد من الفعاليات، منها مسرحية "نقش من هوازن" التي حظيت بإقبال حاشد من زوار السوق، وكذلك الفعاليات الثلاث الأخرى وهي "مسيرة القوافل" و"معلقات الشعراء" و"السوق"، وقدم خلالها 50 عرضا.
وأبدى كثير من زوار السوق إعجابهم ورضاهم عن الفعاليات التي انفردت بها "الجادة" للعام الثاني على التوالي، وفي مقدمتها عرض مسرح الشارع "نقش من هوازن" الذي يجسد سيرة الشاعر والصحابي لُبيد بن ربيعة العامري، من الجاهلية إلى الإسلام، وجسد العرض فريق ضم نحو 200 ممثل، و50 من الفنيين ومهندسي الصوت والإضاءة، إضافة إلى ما يزيد على 40 جملاً، و20 حصاناً خضعت للتدريب والتأهيل.
مسيرة القوافل
ومن الفعاليات المهمة أيضاً، التي انفردت بها جادة السوق فعالية "مسيرة القوافل" التي شارك في تنفيذها أكثر من 200 من الممثلين والكومبارس بأزيائهم التي تعود بهم إلى حقبة ما قبل الإسلام في الجزيرة العربية، وجسدوا توافد القبائل العربية في تلك الفترة إلى سوق عكاظ، إلى جانب مشاهد تمثيلية للحياة قديما في السوق، وتضمن العمل ستة مشاهد تمثيلية لتوافد قوافل التجارة على السوق من الشام واليمن والهند وغيرها، وما تضمه من بضائع متنوعة، فضلاً عما يشهده السوق من مبارزات حامية بين فرسان ذلك العصر.
المعلقات
وحظيت فقرة "المعلقات الشعرية"، التي تتزامن يوميا مع غروب الشمس، باهتمام كبير من زوار السوق طوال فترة انعقاده، لا سيما لما شهدته من تنافس الممثلين في أداء شخصيات شعراء المعلقات، مرتدين أزياء تلك الحقبة التاريخية، وبأداء شعري وتمثيلي متقن.
من جهته، اعتبر منتج ومخرج فعاليات "جادة سوق عكاظ" ممدوح سالم زوار الجادة والسوق هم البطل الحقيقي وراء نجاح هذه الفعاليات، مبينا أن اهتمام الجمهور بمتابعة هذه الفعاليات والتجاوب معها يعكسان مدى التعطش إلى هذه النوعية من الأعمال التي تحقق الإمتاع بمضمون راق، وفي الوقت ذاته تنمي وعيه ومعارفه تاريخيا وثقافيا وفنيا.
واعتبر سالم إشادة أمير منطقة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا للسوق الأمير خالد الفيصل بفعاليات الجادة وسام شرف على صدره وزملائه فريق العمل، مشيرا إلى أن النجاح الذي حققته هذه الفعاليات إنما هو انعكاس للدور الكبير الذي بذلته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في تذليل كل الصعوبات التي اعترضت طريق فعاليات الجادة في عامها الثاني.
تنافس الزوار
من جهة أخرى، نافس زوار سوق عكاظ في دورته التاسعة بمختلف فئاتهم العمرية وسائل الإعلام الإلكترونية في تغطية الفعاليات المختلفة للسوق منذ يومها الأول وحتى انتهائها أول من أمس، مستخدمين الأجهزة الذكية بمختلف أنواعها لنشرها في حساباتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي. وطغت الصور مع التعليق عليها على المادة المكتوبة في تغطية الزوار، معتمدين على مبدأ "الصورة تتكلم"، إذ التقطت آلاف الصور لعدد من الفعاليات المتنوعة مثل المسرحيات والمساجلات والندوات الشعرية، والحرف اليدوية ومعرض سوق عكاظ، إضافة إلى المسابقات المتنوعة المعتمدة على جدول برامج السوق. وتدافع الصغار قبل الكبار لاصطياد الصور الأجمل، متبارين في مسابقة أوجدوها فيما بينهم من جهة، ومع وسائل الإعلام الإلكترونية من جهة أخرى، إذ سهلت برامج "الواتساب"، "تويتر"، "فيس بوك"، وتطبيقات أخرى نقل هذه الصور، الأمر الذي أسهم في انتشار واسع للبرامج والفعاليات في أرجاء مناطق المملكة. وأجمع عدد من الزوار على أنهم تمكنوا من إنشاء ألبوم خاص بهم عن فعاليات وبرامج سوق عكاظ، من خلال الصور التي التقطوها بشكل شخصي أو وصلتهم من الأصدقاء أو عبر تحميلها من مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الهدف من نشرها توثيق برامج هذا الحدث السنوي والترويج له لأصدقائهم خارج المملكة عبر اقتناء أحدث الهواتف والأجهزة الذكية.
وتشهد الأنشطة والبرامج الخاصة بسوق عكاظ في كل عام تطورا جديدا، إذ إنه تم تشكيل فريق عمل لتطوير تلك البرامج والأنشطة خلال الأعوام الخمسة المقبلة.