في الوقت الذي بعث وزير الصحة المهندس خالد الفالح رسائل تطمينية بخصوص تفشي فيروس كورونا الأخير في مستشفى الحرس الوطني بالرياض، سجلت العاصمة أمس إصابة سبعة أشخاص بالفيروس، ليرتفع عدد المصابين منذ بداية شهر ذي القعدة الحالي إلى 49 إصابة مؤكدة، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الوفيات إلى 11 وفاة.
من جهته، قال وكيل الوزارة للمختبرات الدكتور إبراهيم العمر لـ"الوطن" إن وزارته جهزت جميع المختبرات لفحص العينات الخاصة بكورونا، حيث وفرت أخيرا 24 جهازا حديثا، أضيفت إلى 30 جهازا سابقا محدثا ليبلغ العدد 54 جهازا حديثا كلها تعمل بكفاءة عالية.
الأرقام المسجلة حتى الآن عكست لدى المتابعين لتفشي كورونا قلقا كبيرا، خاصة أن العودة إلى المدارس تبدأ اليوم، في ظل انتقادات لخطة وزارة التعليم الرامية إلى مكافحة الفيروس في المدارس التي تعاني بعضها من بيئات غير صحية وازدحام في عدد الطلاب داخل الفصول، بالإضافة إلى عدم وجود التهوية المناسبة.
وكانت مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض قد اتخذت عددا من الإجراءات لتفعيل مبدأ السلامة لكل من المرضى والمراجعين، بالإضافة إلى الممارسين الصحيين، تمثلت في إغلاق قسم الطوارئ والعيادات الخارجية، وكذلك تأجيل العمليات الجراحية غير العاجلة، والحد أيضا من ساعات الزيارة.
إلا أن عددا من الخبراء أكدوا ضرورة فتح باب التعاون بين وزارتي الصحة والحرس الوطني فيما يتعلق بالمنشآت الصحية ومحاولة إيجاد أفضل الإجراءات التي تحد من تفشي الفيروس في أقسام الطوارئ التي تعاني من الازدحام الشديد في منشآت الوزارتين، وهو الأمر الذي يظهر جليا من حيث تسجيل حالات الإصابة بين فترة وأخرى، وهو الأمر الذي اعترف به أيضا وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد في أكثر من تصريح.
يذكر أن وزير الصحة قد توقع أن تسجل مستشفيات وزارة الصحة خلال الأيام المقبلة حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، وذلك عقب تفشي الفيروس، حيث جاءت هذه المخاوف بناء على إمكانية وجود مراجعين لهم علاقة مخالطة بمن أصيبوا بالفيروس في مستشفى الحرس، مشيرا في الوقت ذاته إلى "أن الانتشار الحالي للفيروس محدود نسبيا وأن جميع الحالات التي سجلت أخيرا في الرياض هي أحادية المصدر ونسعى بوتيرة متسارعة ومهنية عالية للسيطرة عليها".