فيما تستمر التحقيقات في قضية وفاة الفتاة سامية الشهري "22 عاما" بمستشفى النماص العام، أكد والدها سعيد الشهري أن بيان صحة عسير الذي ظهر بعد الوفاة لا يعكس الواقع، وأنه يريد أن يحمله المسؤولية ويضلل الرأي العام، بأن خروج ابنته جاء بناء على رغبته.

وقال الشهري "طلب مني التوقيع دون إفهامي بالوضع الصحي الذي مرت به ابنتي قبل أن تسوء حالتها وتدخل قسم التنويم وتموت بعد ذلك بساعات".

وفي الوقت الذي أكدت فيه صحة عسير أن خروج الفتاة جاء بناء على توقيع والدها وتحت مسؤوليته، رغم وصفه بـ"خروج عالي الخطورة" قال المتحدث باسم صحة المنطقة إن التحقيقات لا تزال مستمرة في حيثيات القضية، وإن النتائج بعد ذلك ستحال إلى اللجنة الطبية الشرعية".

في الوقت الذي أكد فيه والد سامية الشهري، الفتاة التي توفيت بعد مراجعتها لمستشفى النماص العام في يوم 10 شوال الماضي، أن إدارة المستشفى طلبت منه التوقيع على إخراجها تحت مسؤوليته، دون أن يوضحوا له ضرورة بقاء الحالة في المستشفى، أكدت صحة عسير أن ذلك غير صحيح، وأن الأب أفهم بأنه يجب عليه أن ينصاع لأوامر الأطباء ويوافق على إدخال الفتاة إلى قسم التنويم، وإلا فإنه يوقع على خروجها تحت مسؤوليته.

قصة المرض

وعاد الجدل إلى هذه القضية بعد أن التقت "الوطن" سعيد هادي الشهري، والد المتوفاة، الذي قال: "ذهبت بابنتي إلى طوارئ مستشفى النماص وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة ودوخة، ومن ثم أعطيت حقنة لتخفيض حرارتها ثم خيرت بين البقاء في المستشفى لملاحظة حالتها، أو الذهاب إلى المنزل للراحة واستخدام العلاج، فاخترت الرجوع بها للمنزل وطلب التوقيع مني على ذلك دون ذكر أي شيء بخصوص ضرورة بقائها أو أن الحالة تستدعي ذلك".

وأضاف: "بعد ذهابنا للمنزل بدأت تشتكي من آلام حادة، فعدت بها إلى المستشفى، وعاينها طبيب الطوارئ والطبيب المناوب ولم يحاولا إعطاءها أي مهدئات ومرت ساعات على هذا الوضع، ومن ثم ظهرت على جلدها بقع داكنة وتحول لونها إلى الأزرق، فطلبوا تنويمها وبعد ساعة ونصف تدهورت حالتها الصحية بشكل سريع حتى فارقت الحياة".

خروج عالي الخطورة

وكانت صحة عسير قد أصدرت بيانا حول وفاة الفتاة التي تبلغ 22 عاما، قالت فيه إن المتوفاة تلقت العناية المطلوبة، إلا أنها في الوقت ذاته ذكرت أن الأطباء في المستشفى طلبوا من والدها تنويمها ولكنه رفض ذلك وطلب خروجها على مسؤولية، واصفة في الوقت ذاته هذا الخروج بـ"خروج عالي الخطورة". وأضاف البيان أنه بعد الكشف عليها تبين أنها قد أجريت لها عملية سابقة لاستئصال الطحال، وعندما عاد بها والدها مرة أخرى دخلت التنويم وحصل لديها نقص في نسبة الأوكسجين وتم عمل "كود بلو" للمريضة ومحاولة إنعاشها لمدة 40 دقيقة ولم تستجب حتى توفيت.

بيان قبل الشكوى

واستغرب والد الفتاة من بيان الصحة قائلا: "إن الصحة استعجلت في نشر بيانها حول حالة ابنتي وأنا لم أتقدم لحظتها بشكوى، ولا أعرف كيف أصدروا هذا البيان دون وجود شكوى سابقة، متهما صحة عسير بأنها أصدرت هذا البيان لتبرر أخطاءها فقد كنت حينها منشغلا بدفن جثمان ابنتي، ومن ثم تقدمت بشكوى رسمية في تاريخ 12 شوال الماضي وذلك بعد صدور البيان".

وتابع: "منذ أن توفيت ابنتي لم يتصل علي أي شخص يمثل مستشفى النماص أو صحة عسير ليعزيني في وفاتها، وكأنها يريدون أن يطمروا القضية ولن أتنازل عن أي حق لي وسأمضي في قضيتي حتى النهاية، وأطالب وزير الصحة بتشكيل لجنة محايدة من الوزارة للنظر في هذه القضية".

"الوطن" اتصلت بالمتحدث الرسمي لصحة عسير سعيد النقير الذي أوضح أن التحقيقات في هذه القضية مستمرة وأن اللجنة المشكلة للتحقيق فيها لا تزال تعمل عليها ولم تنته من أعمالها وسيتم إطلاع الرأي العام على النتائج في وقتها، ومن ثم ستحال القضية بعد ذلك إلى اللجنة الطبية الشرعية للنظر فيها.