فيما يستعد قرابة خمسة ملايين ونصف المليون طالب وطالبة للعودة إلى مقاعد الدراسة بعد غد لبدء العام الدراسي الجديد، اضطر عدد من المدارس الحكومية "بنين وبنات" في الرياض إلى فرض شروط صارمة لقبول أو انتقال الطلاب والطالبات إليها، وذلك لمواجهة الطلبات المتزايدة من بعض أولياء الأمور على اختيار مدارس متميزة لالتحاق أبنائهم بها، رغم بعدها عن منازلهم بناء على سمعة المدرسة وانضباطها. وكونت بعض المدارس لجان قبول طوال الأسبوع الجاري، لتدقيق سجلات الطلاب الراغبين في التسجيل، حيث اشترطت عدة شروط من بينها إثبات أن الطالب من سكان الحي، وحضور ولي أمره، وإحضار شهادة نجاحه العام الماضي، وصور شخصية وصور من الأوراق الثبوتية.
وخلال زيارة "الوطن" لبعض المدارس، تم رصد لافتات كبيرة على أبواب الدخول، تفيد بأهمية التقيّد بهذه الشروط وسط محاولات بعض أولياء الأمور للحصول على فرص تتيح لأبنائهم الالتحاق ببعض المدارس دون جدوى، حيث تعاني من زيادة أعداد الطلاب فيها، وبالتالي يتعذر قبول مزيد منهم. ويقوم مسؤولو المدارس بتوجيه أولياء الأمور إلى مكاتب التعليم المنتشرة في العاصمة التي خصصت قسما للقبول المركزي، يقوم برصد أعداد الطلاب في المدارس، ثم يوجه الطلاب الراغبون في التسجيل إلى المدارس التي تتوفر فيها مقاعد شاغرة.
من جانبها، أكدت وزارة التعليم أنها أنهت استعداداتها لاستقبال نحو 5 ملايين و549 ألف طالب وطالبة الأسبوع المقبل في جميع مراحل التعليم العام، يقوم على تعليمهم 527 ألف معلم ومعلمة، في 35 ألفا و488 مدرسة بمختلف مناطق ومدن وقرى وهجر المملكة.
وأشارت الوزارة في بيان أصدرته أمس، إلى تحقيق الجاهزية العالية لإدارات التعليم في تنفيذ حركة النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات بنسبة تزيد على 98 %، فيما شكلت أغلب إدارات التعليم نسب جاهزية في المعامل والمختبرات المدرسية وصيانتها تراوحت بين 90 و100%، بينما سجلت إدارتان تعليميتان نسبا أقل من سابقتها بمتوسط بلغ 87%، وبمعدل عام يشير إلى ما يزيد على 97% لجميع إدارات التعليم.
وفي هذا السياق، أكد مدير عام برنامج "جاهز" للاستعداد المدرسي الدكتور أحمد قران الغامدي، سعي الوزارة خلال العام الدراسي المقبل لتسخير وتفعيل البيئة التقنية الإلكترونية بما يعود بالنفع على الطالب من خلال المناهج الإلكترونية والحقائب التعليمية التفاعلية التي ستكون رديفة للمقرر الدراسي هذا العام، مع إمكانية إحداث تغيير جذري في الاستعانة بها بشكل كلي خلال الأعوام القادمة. وأضاف أن عمليات الاستعداد كانت تسير وفق خطط ومؤشرات أداء متعددة، حيث تم خلال الفترة الماضية استلام المباني المدرسية الجديدة والاقتراب من إغلاق عمليات تأهيل المباني وترميم ما يحتاج منها إلى ترميم وإضافات وإجراء المسح العام للمدارس ومعرفة احتياجات مرافقها وتجهيزاتها. وأضاف أنه تم توزيع مقررات التعليم العام واللغة الإنجليزية والتربية الأسرية وكتب مدارس تحفيظ القرآن على مستودعات إدارات التعليم وتم ترحيلها للمدارس وبنسبة جاهزية تتجاوز98%، مؤكدا أهمية رصد العجز خلال الفترة القادمة من قبل إدارات التعليم والتواصل مع الوزارة لتسديده من مستودعات الوزارة المركزية في ظل الأعداد المسجلة في النظام التعليمي السعودي من أبناء الجاليات السورية أو ممن تمت تسوية وضعهم من الأشقاء اليمنيين.