كشفت مصادر داخل المقاومة الشعبية في تعز أن ميليشيات التمرد الحوثي وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لجأت في سياق حربها ضد الثوار إلى أساليب جديدة بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي، والأخلاق الإنسانية، والتقاليد التي نشأ عليها الشعب اليمني، وعمدوا إلى تفخيخ جثث قتلى المقاومة الذين يسقطون خلال المواجهات، إضافة إلى جثث قتلاهم، حتى إذا ما حاول الثوار سحبها فيما بعد تنفجر في وجوههم.

وأشارت المصادر إلى أن الثوار فوجئوا خلال الأيام الماضية خلال محاولتهم سحب الجثث المتناثرة نتيجة للمواجهات بين الطرفين، بأن بعضها تم تلغيمه بواسطة المتمردين، وأن بعض عناصر المقاومة لقوا مصرعهم نتيجة تلك الخدعة، بعد أن انفجرت الجثث. وأضاف أن تعليمات واضحة صدرت بعدم الاقتراب من أي جثة، قبل أن يصدر الإذن بذلك، بعد الكشف عليها بواسطة مختصين في نزع الألغام والمتفجرات.

وقال القيادي في المقاومة الشعبية بمحافظة تعز، نبيل منصور، إن هذا الأسلوب الغريب يكشف عن طبيعة تفكير الجماعة المتمردة، وأضاف "الشعب اليمني اعتاد منذ الأزل على احترام قدسية الأموات، والنأي بها عن كل مساومة أو محاولة لتحقيق أهداف خاصة، لكن هؤلاء المتمردين لم يعرفوا يوما احترام الحق في الحياة، ولا يضعون اعتبارات لكرامة الموتى، حتى جثث قتلاهم لا يكترثون بها، ولا يبذلون جهودا لاستعادتها، والأكثر من ذلك أنه حتى عندما سعت المقاومة لإعادة بعضها لهم رفضوا استلامها، وطالبوا باستعادة جثة واحدة لمقاتل، بزعم أنه ينحدر من إحدى الأسر العريقة، التي تصر على استعادة جثته لدفنها في مسقط رأسه".

ومضى قائلا "حتى بالنسبة للقتلى، يمارس المتمردون التمييز لأسباب عنصرية، ويتجاهلون جثث العناصر التي غرروا بأصحابها، واستدرجوهم للقتال، وهذا يثبت طريقة تفكيرهم القائمة على منطق استعلاء وفوقية، حيث يرى قياديو الجماعة أنهم أعلى درجة من بقية المجندين". واختتم تصريحه بالقول "الحيلة التي أقدم عليها الانقلابيون من تفخيخ جثث مقاتليهم ومقاتلي المقاومة الشعبية لن تنطلي بعد اليوم على الثوار في كل جبهات القتال، وسوف يتم فحص كافة الجثث قبل سحبها ومحاولة دفنها. لكن هذا التصرف المرفوض سيظل وصمة سوداء في جبين حركتهم".