حقق الأسير الفلسطيني محمد علان نصرا جديدا على الاحتلال الإسرائيلي بإصدار المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا بتعليق أمر الاعتقال الإداري بحقه، بعد خوضه إضرابا عن الطعام استمر لمدة 65 يوما متتالية.

وفيما أشار الأطباء إلى تحسن طفيف طرأ على صحته، فإنه يتعين الآن على علان أن يخضع للعلاج الطبي، لعلاج الأضرار التي نتجت عن إضرابه الطويل عن الطعام.

وقال مركز عدالة لحقوق الإنسان الذي شارك في تقديم الالتماس لإطلاق سراح علّان "المحكمة قبلت الالتماس، بعد أن تدهورت صحة الموقوف إلى حالة حرجة وقاسية وغير إنسانية، مدفوعة بسياسات إسرائيلية انتقامية أدت بالأسير إلى حالة خطر جسيم على حياته. وهو ما يثبت أن سياسة الاعتقالات الإدارية ضد الفلسطينيين تحولت إلى أداة انتقامية لعقاب الفلسطينيين دون محاكمة، وهي سياسة لا شبيه لها في أي نظامٍ سياسي آخر".

وأضاف مركز عدالة "كان يجدر بالمحكمة العليا أن تقبل الالتماس منذ اللحظة الأولى لتقديمه، حيث كان من الواضح عدم وجود أي تبرير لاستمرار الاعتقال الإداري، لكنّ تأخر قرار المحكمة العليا أدى إلى تدهور الوضع الصحي للمعتقل، الذي يُمكن أن ينجم عنه إشكاليات صحية خطرة غير قابلة للعلاج".

وبدوره قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع إن الهيئة ووزارة الصحة سوف تتابعان الوضع الصحي المقلق للأسير علان بعد تعليق إضرابه عن الطعام. وقال "سنقوم بإرسال أطباء فلسطينيين إلى مستشفى برزلاي لمعاينة حالته، والإشراف على علاجه حتى يشفى من الأعراض الصعبة التي ظهرت عليه خلال فترة الإضراب، خاصة الضرر في الدماغ، والرؤية والسمع، ومشكلات في المرارة والرئتين والأعصاب".

وأشار قراقع إلى أن علان سوف يحتاج فترة للبقاء في المستشفى وفي العناية المكثفة، حيث ما زال وضعه الصحي حرج ويخشى من حصول مضاعفات على صحته.

من جهة أخرى، أكد وكيل الأمن العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان أن مخاطر التصعيد في فلسطين المحتلة واضحة.

جاء ذلك خلال إحاطته أمس جلسة مجلس الأمن الدولي تحت بند "الوضع في الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية". وأفاد فيلتمان أن الشهر الماضي شهد جرائم كراهية غير معقولة من قبل عناصر متطرفة، بما في ذلك الحريق المتعمد الإرهابي ضد عائلة فلسطينية في قرية دوما بالضفة الغربية المحتلة، الذي ارتكبه مستوطنون متطرفون، وأسفر عن مقتل علي الدوابشة البالغ من العمر 18 شهرا، ووالده الذي توفي لاحقا متأثرا بجراحه. وأضاف فيلمان أن الفترة نفسها شهدت عنفا انتقاميا مستهجنا واستفزازات في الأماكن المقدسة في القدس.

ومع حلول الذكرى السنوية الأولى للاعتداء على غزة العام الماضي، قال إن استمرار معاناة الفلسطينيين في غزة يسلط الضوء على عدم كفاية استجابة المجتمع العالمي الجماعية لرفع هذه المعاناة.