في مسعى لتهيئة الأجواء لانطلاق الحوار الوطني، أعلنت الحكومة السودانية أمس وقف إطلاق النار لمدة شهرين، في كافة المناطق التي تشهد مواجهات بين الحكومة والمتمردين، وقال الرئيس عمر البشير، قررت اتخاذ هذه المبادرة "حتى يتم الحوار الوطني في جو معافى وبروح وطنية عالية"، مجدداً إعلانه العفو الكامل عن حاملي السلاح الراغبين في المشاركة في الحوار الوطني.

وقال البشير لدى افتتاحه "الجمعية العمومية للحوار الوطني" أمس وتستمر لعدة أيام "ها نحن نؤكد مجددا التزام الحكومة بالسعي نحو إكمال السلام الشامل والعادل"، مشيرا إلى سعي الدولة نحو إتاحة الحريات، ومشيرا إلى القرار رقم 158، الذي يتيح للأحزاب السياسية حرية العمل السياسي داخل وخارج دورها.

وأضاف البشير "إعلان وقف إطلاق النار لا يأتي من ضعف، وإنما لحرص الحكومة وإثبات جديتها في تحقيق السلام"، مشيرا إلى أن جميع مسارح العمليات العسكرية تحت سيطرة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى.وجدَّد البشير الدعوة للرافضين إلى الانضمام للحوار، قائلاً "لن نيأس من دعوة الفرقاء في الداخل والخارج وحاملي السلاح  إلى المشاركة في الحوار الوطني، ونطالبهم بالإقبال على الحوار دون تردد أو مناورات. ومن جانبنا نؤكد التزامنا بتوفير الضمانات الكافية. ومن يرغبون في المشاركة في الحوار من المسلحين لديهم الضمانات المطلوبة، ومن حقهم الانصراف دون التعرض لهم". وأكد تعهد حكومته بتنفيذ كل مخرجات الحوار، مضيفاً أن له ما بعده، وسيهيئ الوطن لمرحلة انطلاق جديدة نحو النهضة.

من جهة أخرى، انفجرت أمس أزمة العمال السودانيين الذين كانوا معتقلين لدى السلطات المصرية، حيث أفرجت القاهرة عنهم عصر أمس، بعد أن احتجزوا في مارس الماضي بتهمة التسلل عبر الحدود، وسيتم ترحيلهم إلى الخرطوم مساء اليوم.

وتوجه مندوب السفارة السودانية في القاهرة، حيث كان السفير عبدالمحمود عبدالحليم في استقبالهم ووجه باستضافتهم على حساب السفارة في أحد الفنادق حتى ترحيلهم إلى السودان.