لم يكن تبرع سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "ولي ولي العهد ووزير الدفاع" بمبلغ خمسين مليون ريال لصندق التكافل في القوات المسلحة وبرنامج "خلافة الغازي"؛ إلا استشعارا حقيقيا بأهمية مساندة رجالنا البواسل، وهم يذودون بأرواحهم عن حمى الوطن، ويسهمون في تحقيق عودة الشرعية إلى اليمن الشقيق.

هذا التبرع السخي وحسب المشرف العام على البرنامج اللواء "الدكتور محمد عبدالرحمن السعدان" سيأخذ طريقه سريعا إلى جميع المناطق العسكرية خلال هذا الشهر الكريم وعيد الفطر، ما يجعل أثره مضاعفا؛ لأنه تزامن مع هاتين المناسبتين اللتين تكثر فيهما الالتزامات الأسرية والاجتماعية، دون إغفال أن البرنامج لا يكتفي بتقديم المساعدة المالية فقط، سواء المساعدة العينية أو القروض الحسنة، بل يتجاوزها إلى تلبية أي احتياج لأسر المرابطين على الحدود تتعلق بمن يعولون في كل أنحاء بلادنا المباركة، فالبرنامج يشمل مثلا المساعدة في علاج الأبناء، ونقلهم إلى المدارس، وكذلك العمل على متابعة إنهاء جميع الإجراءات الرسمية المتعلقة برب الأسرة المرابط مع الجهات الحكومية والخاصة.

هذه الشمولية في خدمات البرنامج تجعله خير معين لرجالنا البواسل على تأدية مهمتهم الوطنية بأكمل وجه، وهم مستقرون نفسيا واجتماعيا، وواثقون تمام الثقة أن هناك من يهتم لأسرهم ويرعاهم، ويحرص على تخفيف أعباء الحياة عليهم، في ظل غيابهم لتأدية الواجب الوطني، وتؤكد أن مجتمعنا السعودي يتفاعل كما البنيان المرصوص؛ يشد بعضه بعضا.

لقد اقتدى سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بجود وكرم سيد الخلق رسولنا، صلى الله عليه وسلم، خلال هذا الشهر الفضيل، وتمثّل قوله: "من خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا"، فجزاه الله ألف خير على شهامته ومبادرته، وحفظ الله رجالنا البواسل من كل شر، ونصرهم في معركة إعادة الأمل لأشقائنا في اليمن.. اللهم آمين.