على ضفاف نهر الرون في جنيف ظهر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف "علناً هذه المرة" في نزهة حميمية لمدة 15 دقيقة مع جون كيري وزير خارجية أميركا "الشيطان الأكبر" كما تسميها إيران.

ظريف الذي كان يحرص، كل يوم تقريباً، على الظهور مبتسماً من شرفة فندق قصر كوبورغ في فيينا ليلوح للصحفيين ويلقي عليهم تصاريح مقتضبة؛ سيواجه برلمان بلاده الذي استدعاه على خلفية هذا الظهور العلني الحميم مع كيري.

هذا الأمر وما يكشفه من دلالات لن يشغلنا عن متابعة الأهم – وفق رؤيتنا العربية – المتمثل في صدمتنا من إعلان الاتفاق الذي أبرمته الدول الست الكبرى رسمياً مع إيران حول ملفها النووي، لتنتهي رحلة 21 شهراً من النفاق العالمي.

بالأمس.. استيقظت كغيري من الخليجيين والعرب، على احتفاء الرئيس الإيراني حسن روحاني بهذا الإنجاز الكبير، الذي قال عنه إنه "اتفاق متبادل، كل أهدافنا تحققت في الاتفاق الذي يسمح برفع العقوبات والاعتراف بالحق في برنامج نووي مدني"، معتبراً أنه استجابة من الله لصلواتهم.

قناة العربية، تحاول تخفيف صدمتنا عبر تقرير نشر لها أمس تحت عنوان (إيران تحضر لـ"عرس" نووي تسويقاً للاتفاق) تقول فيه إن قناة "برس تي في" الإيرانية الناطقة بالإنجليزية الموجهة للخارج "تحاول" أن تضع إيران في موقع المنتصر من خلال تقرير حول نتائج المفاوضات النووية!!.

يصر العرب والعربية على الاستمرار في الاستخفاف بإيران، وعدم الاستفادة منها ومن سياستها الخارجية الناجحة، بنفس الطريقة التي يصرون بها على استجداء الغرب لحمايتهم منها، والوقوف في وجهها، عوضاً عن الاعتماد على أنفسهم.

نجحت إيران رغم أنفنا، ورغم كذب أميركا ونفاق فرنسا، واستجداءات الخليج وملياراته.. وسيتم إلغاء كافة العقوبات المالية والاقتصادية المفروضة عليها، وستعود لسوق النفط.. ولا تفتشوا عن تفاصيل أخرى تخفف مصابنا الجلل.

على مدى 13 عاماً وإيران تواصل العمل على ملفها النووي، ونحن نواصل إلقاء الشتائم من جانب، ونستجدي الآخرين من جانب آخر..

اللغة التي استخدمتها إيران ورضخ لها الغرب هي لغة القوة.. تلك التي إستخدمها المصدر السعودي أمس بقوله إن "إثارة إيران للقلاقل ستواجه بالحزم" .