في الوقت الذي تشهد فيه أسواق التمور في المدينة المنورة أيامها الأخيرة لعرض إنتاج الموسم الحالي من الرطب نتيجة ارتفاع الحرارة التي عجلت في إنهاء موسم الحصاد، ظهرت بدائل للسوق من أنواع التمور التي تزرع من المناطق الأخرى جاءت لتخفف على التجار اختفاء تمور المدينة المنورة، حيث أثرت موجة الغبار التي شهدتها المحافظات التابعة لمنطقة المدينة المنورة أخيرا على إنتاج التمور هذا العام، وتسببت في تراجع مبيعات التمور للموسم الحالي بمعدل 30% وسط مطالبات بإيجاد دعم ينعش سوق التمور يزيد من أرباح المزارعين.
وأكد عدد من المزارعين في حديثهم إلى "الوطن" أمس أن إنتاج التمور يعد الأقل من بين السنوات الخمس الأخيرة، مشيرين إلى أن سوق التمور تراجع بمعدل 30% عن الأعوام الماضية بسبب تراجع معدل كميات التمور التي تصل للسوق جراء شدة الحرارة التي أسهمت في قصر موسم الحصاد للعام الحالي.
وبين المزارع صالح العروي أن وصول عدد من تمور المناطق الأخرى إلى أسواق المدينة وعلى رأسها سكري القصيم تسبب في انخفاض كميات الرطب مرجعا السبب إلى سرعة نهاية صيف المدينة نتيجة للحرارة الشديدة التي تعرضت لها المنطقة، والتي أثرت في المحصول واضطرت الكثير من المزارعين إلى رمي كميات كبيرة من صناديق الرطب لتلفها.
وأبدى المزارع بمحافظة العيص صالح الجهني تخوفه من عزوف المزارعين عن مزارعهم بسبب قلة الإنتاج، خصوصا مع تباطؤ الجهات المعنية في مساندة المزارعين لا سيما فيما يواجهون من صعوبات من بينها انتشار آفات النخيل الذي يعد معضلة جديدة حملوها الجهات المعنية، مطالبين بتوفير أدوية الرش لمكافحتها والحفاظ على جودة المحاصيل.
من جانبه، كشف رئيس الجمعية التعاونية بمنطقة المدينة المنورة المهندس حمود الحربي لـ"الوطن"، إن مكافحة الغبار الذي يصيب ثمار النخيل تتم مكافحته بغسيل الأشجار، مضيفا أنه يمكن خلطة بمبيد بالتركيزات الموصى بها، موضحا أنه في حال تضاعف الإصابة وعدم وجود مبيد يمكن الرش بالماء في أقل الحالات.
ونبه الحربي إلى أن موجات الغبار لها أثر كبير على ثمار النخيل إن لم يهتم بها، مبينا أن إنتاج التمور لهذا الموسم ربما يتأثر لعدم مكافحة الآفات منذ وقت باكر، لافتا إلى أنه من ضمن أسباب تفاقم الأمراض التي تصيب ثمار النخيل يعود لضعف الإمكانات المادية والمعرفة لدى المزارعين. منوها إلى أن الجمعيات التعاونية تشارك تحت مظلة وزارة الزراعة ببرامج الإرشاد الدوري من خلال عقد لقاءات متكررة مع المزارعين.
من جهته، أوضح رئيس الجمعية التعاونية متعددة الأغراض بالمدينة المنورة حامد الفريدي لـ"الوطن"، أن صيف رطب المدينة حقق نجاحا بفضل التسويق الصحيح الذي اتبعه المزارعون في عرض منتجاتهم والذي حقق مكاسب عالية للمزارعين ولم يسجل أي خسارة.
وطالب الفريدي من أمانة منطقة المدينة ووزارة التجارة والغرفة التجارية بالمدينة بالسعي لإقامة مهرجان خاص بتمور بالمدينة المنورة وأن يكون سوقا يليق بمكانة المدينة المشهورة بتمورها، وأن يعرض بطرق حضارية بدلا من عرضها على الأرصفة وفي الشوارع.