تشهد أحياء مدينة عدن هذه الأيام تدشين حملات نظافة، ورفع للدمار، وما خلفته الحرب التي عاشتها المدينة طوال الأشهر الأربعة الماضية، حينما شنت ميليشيات الحوثي وصالح حربها على محافظات البلاد. وتجيء حملات النظافة التي يقوم بها عدد من طلاب الجامعات والملتقيات الشبابية والتطوعية لمساعدة السلطات المحلية في إعادة تطبيع الحياة في المدينة، حسبما يقول القائمون على تلك الحملات.

ففي ضاحية كريتر انتشر العشرات من الشباب والشابات في الشوارع والأزقة، وانهمكوا في عمليات تنظيفها، بعد أن غابت عنها النظافة، وتراكمت في شوارعها كميات كبيرة من الأوساخ والنفايات وأنقاض المباني التي دمرتها الحرب. وتقول الناشطة ندى الأحمدي، في تصريحات إلى "الوطن" إنها جاءت برفقة زميلاتها الدارسات في كلية القانون بجامعة عدن للمشاركة في تنظيف أحياء المدينة، لإيمانها بأهمية مشاركة الجميع في إعادة إعمار ما دمرته الحرب وطي صفحة الماضي. فيما قالت زميلتها، أحلام العيدروس، إن إزالة الأوساخ المتراكمة في طرقات المدينة تهدف إلى تسهيل حركة مرور المشاة والمركبات، بما يسهم قليلاً في مساعدة الأهالي على تجاوز ما عايشوه خلال الأشهر الأربعة الماضية. وإنه لا بد أن تعود الحياة للمدينة.

ولا تقتصر حملات النظافة على المتطوعين من طلاب الجامعات والثانويات والملتقيات الشبابية بالمدينة، بل شملت كذلك عناصر المقاومة الذين تركوا أسلحتهم جانباً، وحملوا المكانس، وانخرطوا في المساعدة على إكمال حملات النظافة، ففي حي دار سعد شمال عدن، الذي شهد معارك عنيفة استمرت طويلاً مع المتمردين، شوهد العشرات من مقاتلي المقاومة وهم يُشاركون في أعمال رفع أكوام القمامة وأنقاض الدمار الذي خلفته تلك المعارك.

لكن هذه الأنشطة التطوعية الشبابية قد تكون معرضة للخطر جراء انتشار بعض الألغام التي زرعها عناصر التمرد تحت أكوام القمامة في شوارع المدينة قبل هروبهم. ويقول العقيد سالم اليافعي، وهو أحد خبراء تفكيك الألغام في المقاومة الشعبية إنهم لم يكملوا بعد تطهير كافة شوارع وأحياء عدن، وإن كثيرا من الأزقة والشوارع لا تزال ممتلئة بالألغام التي لم يتم اكتشافها، محذراً في تصريح إلى "الوطن" من أن حياة هؤلاء المتطوعين في عمليات النظافة وحتى المدنيين لا تزال في خطر. مطالباً إياهم بضرورة توخي الحذر أثناء قيامهم بأعمالهم وخدماتهم النبيلة وألا يقتربوا من أي أجسام غريبة الشكل.

هذا وكانت تقارير طبية في عدن قد تحدثت عن كثير من الإصابات التي تصلها نتيجة لانفجار ألغام أو قنابل ومقذوفات تمت زراعتها أو لم تنفجر في حينها.