اختلاف اللهجات معروف وعادي، وكون اللهجة البيضاء هي الحاضرة على امتداد الوطن لذا تغيب لهجات معظم المناطق.

شخصية "قمبس وحديش" في إحدى حلقات "سيلفي" أثارت جدلا وتساؤ?ت عدة عن أصل اللهجة المحكية في الحلقة الـ21.. ولأني عسيرية، وأعتز بتلك اللهجة وأفتخر بها حتى ينفخ في الصور، فعلي أن أوضح أن ناصر القصبي لم يعطها حقها في النطق، ولا لوصولها كما هي في قالب درامي جاد، يظهر الشخصية العسيرية كما هي أو قريبا منها، بل من الواضح أنها من محفوظاته خلال ا?عداد فقط.. أتقن التهريج بها ليضيفها حتى يقال: أتقن الدور. فمن هم خارج الجنوب يصعب عليهم تقمص لهجته الأصل، مهما حاول الممثل التدرب والتعلم، ومهما تكررت الأدوار.

من دوره "أبو علي" في "طاش"، إلى دور "قمبس" في "سيلفي"، يحاول أن يشتت لهجته بين قبائل الجنوب.. فتجد قمبس يدمج ثلاث لهجات لثلاث قبائل العارف بهم يعرف كل كلمة ولأية قبيلة تعود.. وربما هو فعل هذا لعدم استطاعته التفريق بينهم، وكان الغالب الظاهر للناس اللهجة الحميرية العربية القديمة والمتوارثة في عسير، والتي تستبدل

"أل التعريف" بـ"أم التعريف": مثل: الباب= أمباب.. الولد= أمولد..

كانت هذه أكثر ما يستدل بها المشاهد على تحديد هوية "قمبس".

ناصر القصبي استعار شيئا من لهجة حسن عسيري، وحاول أن تكون لفته عسيرية، لكن من يفرق بين لهجات تهامة والسراة يجد القصبي يتخبط فيها.. ولو أخذته خارج الحلقة وقلت له: أعد ما قلته وما معناه فلن يستطيع.

أما بخصوص الشخصية الجنوبية، فناصر صور ابن الجنوب بشكل ساخر ضعيف الحضور في المجتمع! والعجيب هو أن "تتنمط" هذه الشخصية ولا تخرج عن هذا الدور، وتوضع في قالب كوميدي لمجرد إضحاك الناس، تحديدا الحلقة الحادية والعشرون فقد كانت بلا هدف ولا رسالة واضحة سوى التهريج والاعتماد على المفردات والحركات البهلوانية!

الفن المحترم، والذي يحترم أهله ووطنه يحتاج إلى قراءة ودراسة وتمحيص قبل أداء الدور تماما كما فعل القصبي مع دور الداعشي الذي نجح فيه.. سواء كان قلب العمل معتمدا على الفنان أم على كاتبه إن كان له كاتب، إذ أشك في أن الحلقة كانت مجرد اعتماد على تهريجيات لا كتابة، فقد كان خاليا من روح الدراما، ولا كوميدية فيه سوى تقليد أبله للأصوات.