يبدو أن آخر الأعمال السينمائية لنجم الكوميديا عادل إمام فيلم "زهايمر" كان فألا غير سار على القبيلة الفنية، فبعد وفاة شريك مشواره الفني سعيد صالح متأثرا بمرض الزهايمر، ها هو الفنان العالمي عمر الشريف يرحل عن عالمنا مصابا بالمرض ذاته.

قد لا يخطر على بال كثير منا أن تكون نهاية "لورانس العرب" هادئة حزينة، تختم آخر فصولها في مصحة لكبار السن دون زوجة أو ولد، وحيدا، وقبل أن تبرأ روحه إلى خالقها، فقد سبقتها الذاكرة بثلاث سنوات منذ أن دهمه المرض حتى إنه لم يعد يتذكر شيئا عن مسيرته الفنية، هكذا انتهت حياة النجم الوسيم بلا ذاكرة.

هو أشهر فنان في تاريخ السينما العربية والمصرية، فمنذ أن أتته الفرصة واختير من المخرج الشهير ديفيد لين، ليسند إليه دورا مهما في فيلمه "لورانس العرب"، إذ كانت إجادته للغة الإنجليزية وملامح وجهه المميزة تذكرة مروره إلى العالمية. عاش عمر الشريف حياة مثيرة صاخبة، لا تخلو من كل ملذات الحياة، امتلك كل ما يمكن أن يحسد عليه من النجومية العالمية، محبة الملايين له أينما حل، ومع كل هذا كان يبدو دائما متذبذب المزاج غير راض عن نفسه ومن حوله، لا يشعر بالسعادة الحقيقة، القلق كان رفيقه، وفيما يعتقد أن الحياة التي قضاها متنقلا بين فنادق أوروبا وأميركا وعدم استقراره جعلته دائم البحث عن السعادة التي كان يحسد عليها بينما هو لا يمتلك منها شيئا.

نجاح الشريف ووصوله إلى العالمية جعله يفشل في حياته الأسرية متخليا عن زوجته الرائعة حينذاك فاتن حمامة بعد رحلة زواج دامت سنوات طوال، وبعد أن تخلى عنه بريق الشهرة والنجاح، وانحسرت عنه الأضواء، لم يجد في انتظاره غير الوحدة، وهذه هي ضريبة من يتخلى عن حياته الأسرية، وهذا ما يجعلنا نتساءل دائما: لماذا تكون نهاية المشاهير مأساوية؟