لا تزال الأعمال الإرهابية التي تريد العبث بأمن الوطن ومقدراته وقتل الأبرياء مستمرة، حيث تعُد المملكة من أوائل الدول التي يهدف التنظيم الإرهابي إلى زعزعة أمنها وإثارة الفوضى فيها.
فما شهدته المنطقة الشرقية وما حدث مؤخرا في مدينة أبها جرائم إرهابية استهدفت المصلين، ما يجعلنا أمام واقع يتكرر لهدف واضح وهو إثارة الفوضى لنوايا ضالة وأقنعة سوداء حاقدة تريد إزهاق الأرواح البريئة والاعتداء على المقدسات وعلى حرمة دماء المسلمين وانتهاك الحرمات. لا تزال مطامع وأهداف داعش الخبيثة في المملكة قائمة ومستمرة، ورغبتها المتكررة في جعلها ساحة للإرهاب والجريمة، وأفعال التنظيم أثبتت أنها لا تفرق بين مسلم وغيره، وبأي مذهب كان ينتمي إليه. فأي دين أو تشريع يسمح بقتل الأشخاص الآمنين الذين خرجوا من بيوتهم لأداء فريضة الصلاة؟ هو بالطبع عمل إجرامي بكل المقاييس لا يمت للإسلام بصلة، وليس مستغربا أن تستهدف هذه الفئات الضالة بلد الحرمين الشريفين، مهد الإسلام والمسلمين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة، وتحاول المساس بأمنه والنيل منه والإساءة إلى أهله، لكن ستبقى ثقتنا دائما بالله أولا ثم بولاة أمرنا ورجال أمننا لتعزيز الأمن ودعم الاستقرار، عبر تماسك أبناء الوطن بالروح الوطنية التي تتجلى فيها المسؤولية الكبيرة التي هم أهل لها.
لا بد من تشديد الخناق على منابع الإرهاب والتطرف ومن يدعو للأفكار الضالة، فلنقض على كل مسبباته. نريد وقفة حازمة ضد هذا الفكر ونريد من كل أب وأمّ أن يحصنا عقول أبنائهم من ثقافة العنف والتطرف هذه، فلنراقب سلوكيات أبنائنا ولنبحث عمن يتواصلون معه.