استهدفوا دور العبادة، وقتّلوا المسلمين، سنة وشيعة، وكثيرا من عامة خلق الله المسالمين، وأهل الذمة، لقد استباحوا دماء الناس وأعراضهم وأموالهم دون وجه حق. فقد اعتبروا أنفسهم الفرقة الناجية، والجماعة الهادية، فماذا بعد هذا الضلال إلا الظلام (ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) ولا أدري رأي الشرع في أن نعدهم منا أم لا؟ لقد ضلّوا وأضلوا، فسدوا وأفسدوا، بغوا وتجبروا.
ما ظنكم لو ذهب هؤلاء الضالون ليدعوا إلى الإسلام في أي مكان في العالم، هل تظنون أن أحداً سيستمع إليهم، أو يحتويهم أو ينصرهم؟ لا أظن؛ لأنهم ببساطة قتلة مجرمون، سفّاحون لا يأبهون بما يقومون به من فساد وضلال وإجرام، حتى إنه لا يتّبعهم إلا الغاوون والجهلة والمغرر بهم.
بربكم هل يبيح ديننا -دين السماحة والمحبة والسلام، وحفظ الحقوق وبر الوالدين- قتل الولد لأبيه، أو أخيه أو خاله، أو أي إنسان قد كفل الله له الكليات "الضروريات" الخمس: الدين، والنفس، والمال، والعقل، والعرض. فلا يحق لأي كائن من كان أن ينالها من أحد إلا بحق الله وحكمه وشرعه، وهذا يشمل كل إنسان دون النظر إلى دينه ومعتقده، فما بالكم بالمسلم ودمه الذي يُزهق وهو قائم يصلي في المسجد؟.
لا يساور الشك كل لبيب أن هؤلاء القوم ضلوا طريق الحق والهداية، وسلكوا مسلك الباطل والغواية. لقد شوّهوا سمعة الإسلام الحنيف، وجعلوا للمتربصين ومحاولي النيل من الدين وسمعته فرصة قدّموها لهم على طبق من ذهب؛ فقد خدموا أعداء الإسلام دون مقابل، بدعوى أنهم أهل الحق والنجاة والفلاح. رحم الله كل من مات مغدورا على أيدي هؤلاء البُغاة، وهنيئاً لرجال الأمن البواسل (الشهداء) الذين قُتلوا وهم يصلون في المسجد، فقد كانوا قبل أيام في خدمة الزوار والمعتمرين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وبعدها ينافحون لصد العدوان عن الوطن، واليوم ينالون شرف الشهادة، فهنيئاً لهم ورحمهم الله وغفر لهم.
بقي أن نجدد التحذير مع صادق الحب والتقدير لشبابنا، بأن يحذروا من هؤلاء المفسدين في الأرض، وألا ينقادوا لأفكارهم المنحرفة التي ستجعلهم يخسرون الدنيا والآخرة.