سبعة كيلومترات هي المسافة التي غاب فيها طفل خميس مشيط المستبدل، ليحل محله طفل متوفى لا يمت لأبيه وأمه بصلة. ظافر الشهراني، والد الطفل المستبدل، ما زال يتجرع سم أسئلة بلا إجابات من صحة منطقة عسير عن مصير طفله الحقيقي، رغم مرور أكثر من عامين على القضية. يقول الشهراني: ما زال الأمل يحدوني في لقاء ابني. مسترجعا تلك الـ7 كيلومترات التي تفصل بين المستشفى الذي ولدت به زوجته، وثلاجة الموتى التي تحتفظ بطفله المفترض، والتي قطعها ظانا أن ابنه فيها، قبل أن يجد عبارة "مجهول" على خزانة الجثمان الذي أثبتت التحاليل أنه لا يمت له بصلة.
أكد والد الطفل المفقود الذي استبدل في مستشفى خميس مشيط للولادة بمولود آخر ميت ظافر الشهراني أن قضية العثور على ابنه لا تزال مبهمة حتى اليوم ولم يكشف أي شيء من تفاصيلها.
وقال الشهراني لـ"الوطن": "ما زال الأمل يحدوني بأن أعرف مصير ابني سواء حيا أو ميتا، لكن الأهم أن أعلم أين هو الآن"، مشيرا إلى أن هذه الواقعة سببت له كثيرا من المعاناة ولوالدة الطفل أيضا، ورافضا في الوقت نفسه صحة ادعاءات صحة عسير بأنه تأخر في استلام جثمان المولود لأشهر، معتبرا أن رفضه استلام الجثة كان بسبب رفعه قضية ضد تأخر أطباء الولادة في إجراء عملية الولادة لزوجته، وأن تأخيرهم هو السبب في تردي حالة الطفل بعد الولادة.
وأضاف: بعد تقدمي بشكوى لوزير الصحة آنذاك ضد الطاقم الطبي اتصلوا بي وأخبروني أن ابني توفي وأبلغتهم أن هناك شكوى مقدمة ضدهم وعليهم إبقاء الجثمان في ثلاجة الموتى حتى يتم شخوص لجنة طبية على اتهامي لهم بالتقصير في أداء مهمتهم، لكني فوجئت بأن المولود توفي في المستشفى الجديد الذي لا توجد فيه ثلاجة موتى من الأساس وتم نقله إلى المستشفى القديم الذي يبعد ما يقارب 7 كلم ووضعوا جثمانه هناك، بحسب ادعائهم، وعندما ذهبت إلى الثلاجة وجدت عبارة "مجهول" على الخزانة التي تحوي الجثمان وأنه توفي في الـ9 من شهر رمضان قبل الماضي، وهو ما أثار الشكوك لدي بأنه ليس ابني، إذ إنهم اتصلوا بي سابقا وذكروا لي أن المولود توفي يوم الثاني من رمضان أي قبل أسبوع من زيارتي للثلاجة، كذلك لم أجد أي بيانات على خزانة الطفل المجهول كبيانات الأم وخلاف ذلك.
وكانت الوطن قد انفردت في عددها 5416 بتاريخ 13 شوال الماضي، بخبر كشف قضية اختفاء المولود بعد ولادته، وأن منسوبي المستشفى حاولوا إقناع الأب باستلام الجثمان إلا أنه رفض ذلك، طالبا بإجراء تحليل للجينات الوراثية لتظهر النتيجة المفاجئة لاحقا بأن الطفل المجهول لا ينتسب لوالديه.