يمكن القول إن "مثلث البلدية" الواقع بشارع بترومين جنوب جدة، يمثل لأهالي الحي والمحيطين به عبئاً بيئياً من العيار الثقيل، حتى لا تكاد تتحدث مع أحد من المارة عن أهم مشكلات الحي، إلا وأشار بأصبعه صوب هذا المثلث.
لم يعد المكان فقط مجرد عبء يحمل الروائح الكريهة، التي تزكم أنوف المارة وأهالي الحي، بل انتقل من خانة هذا المربع البيئي، إلى مربع آخر تتجاوز خطورته ما يعرف بالسلامة الصحية العامة للسكان المجاورين لهذا المثلث، إلى أذى يصفه الأهالي بالخطير، متمثلا في توسع انتشار القوارض فيه بشكل كبير.
المكان أضحى مقصداً لتكدس النفايات من قبل بعض الجنسيات التي تقطن بجواره، ليس ذاك فحسب، بل إن بعض السكان خارج الأحياء المحيطة به، تتخلص من بعض أثاث منازلها العتيقة والتي لا ترغب فيها، وتضعه في هذا المثلث.
اللافت هو أن بعض نقليات البلدية الصغيرة والمتوسطة تجد في هذا المثلث مساحة للتخلص من بعض نفاياتها وبشكل علني، وهو ما يعطي إيحاء بأن المكان رسمي، حتى وإن لم يتم الإعلان عن ذلك على الملأ، حيث يمكنك أن تشاهد بعض عمال النظافة الميدانيين يقومون بالتخلص من بعض ما جمعوه من نفايات فيه، وهنا تكمن الخطورة على حد قول أهالي الحي لـ"الوطن". حاولت "الوطن" الحصول على تصريحات رسمية من أمانة جدة، للوقوف على أسباب عدم قيام بلديتها الفرعية المسؤولة عن إطار هذا المكان، إلا أنها لم تنجح رغم الاتصالات المتكررة بعدد من مسؤوليها، ليظل مثلث "البلدية" من أكثر الأماكن التي يمكن أن تنعكس آثارها الصحية والبيئية سلبياً على المجتمع الجداوي.