كل ما يمكن أن يحمله المتطرفون في قلوبهم تجاه الآخر أياً كان، يمكن أن يخفف منه ما حدث الأسبوع الماضي على قناة ABC الأمريكية، حين خرجت المذيعتان Whoopi Goldberg و Joy Beha من برنامج The View بعد أن هاجم مذيع FoX news المتطرف Bill O،Reilly المسلمين والإسلام، وقال: إن هناك أمريكيين يرفضون إقامة مسجد في نيويورك، فردت عليه المذيعتان بأنهما أمريكيتان ولا ترفضان ذلك، ثم عرج بأن المسلمين هم من قتلوا الأمريكان في أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فخرجت المذيعتان احتجاجاً على كلامه المتطرف وإساءاته للمسلمين.
الحقيقة أن الإعلام الأمريكي متنوع في تطرفه ووسطيته، فلا يمكن الحكم عليه من برنامج واحد أو حتى مسلسل كرتوني واحد. هناك مسلسلات كرتونية أثارت ضجة لدى سياسيين عرب ومسلمين بسبب حلقة واحدة فقط، لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما – مثلاً – لم يضق ذرعاً بكل الانتقادات والسخرية، والسبب أنه يحترم ذلك رغماً عنه بسبب الدستور الأمريكي.
من هنا أو هناك، تبقى حلقة برنامج The View شاهداً على أنه لا يمكن الحكم على إعلام كامل بمختلف تنوعاته بسبب تصرف فردي فقط، فهاتان المذيعتان خرجتا أمام الملأ احتجاجاً على شتم الإسلام واتهامه بالإرهاب، وإحداهما قالت: إن من قاموا بتفجير أبراج التجارة في نيويورك متطرفون لا علاقة لهم بالإسلام، لكن في نفس الوقت مازال الكثيرون يدعون على اليهود والنصارى بالهلاك ويريدون منهم إثبات حسن النوايا. الإعلام سلاح له أكثر من مليون حد، كلها تؤذي ولكن لا تقتل، وحدود أخرى تداوي ما جرحته تلك الحدود الجارحة. الحرية الإعلامية وحدها التي تكفل الاحترام، وهي وحدها التي تؤذي المتحسسين من الحرية.
http://www.youtube.com/watch?v=KvalfQY89z8