مهدلي عتين


لا تزال الأعمال الإرهابية التي تريد العبث بأمن الوطن ومقدراته؛ وقتل الأبرياء دون وجه حق مستمرة، حيث تعُد المملكة من أوائل الدول التي يهدف التنظيم الإرهابي إلى زعزعة أمنها وإثارة الفوضى فيها. ما شهدته المنطقة الشرقية، وما حدث في الكويت وما حدث أخيرا في مدينة أبها جرائم إرهابية استهدفت المصلين، ما يجعلنا أمام واقع يتكرر وهدف واضح لإثارة الفوضى لنوايا ضالة وأقنعة سوداء حاقدة تريد إزهاق الأرواح البريئة والاعتداء على المقدسات وعلى حرمة دماء المسلمين وانتهاك الحرمات. لا تزال مطامع وأهداف داعش الخبيثة في المملكة قائمة ومستمرة، ورغبتها المتكررة في جعلها ساحةً للإرهاب والجريمة. والأيام أثبتت بأن أعمال تنظيم داعش الإرهابي لا تفرق بين مسلم وغيره، صغيرا كان أم كبيرا وبأي مذهب كان ينتمي إليه؛ فالأيام أثبتت مدى شناعة وجرم أفعالهم المتجردة من الإنسانية وقتلهم الأبرياء دون حق، فأي دين أو تشريع يسمح بقتل الأشخاص الآمنين الذين خرجوا من بيوتهم لأداء فريضة الصلاة؟ بالطبع هو عمل إجرامي بكل المقاييس لا يمت للإسلام بصلة وليس مستغربا أن تستهدف هذه الفئات الضالة بلد الحرمين الشريفين مهد الإسلام والمسلمين مهبط الوحي ومنبع الرسالة وتحاول المساس بأمنها والنيل منها والإساءة إلى أهلها.

فديننا الإسلامي دين رحمة ونصرة ورفع للظلم ومهما بلغ المجرمون بأفعالهم فالحق منصور والباطل زاهق، وستبقى ثقتنا دائما بالله أولاً ثم بولاة أمرنا ورجال أمننا لتعزيز الأمن ودعم الاستقرار واللحمة الوطنية والوقوف صفا واحدا تجاه كل من يحاول زعزعة أمن هذه البلاد المباركة وبث الفرقة بين شعبها وتماسك أبناء الوطن بالروح الوطنية التي تحلوا بها والمسؤولية الكبيرة التي كانوا أهلا لها كما عهد عن كل مواطن سعودي مخلص لدينه ولوطنه. من هنا لا بد من تشديد الخناق على منابع الإرهاب والتطرف ومن يدعو للأفكار الضالة فلنقض على كل مسبباته نريد وقفة حازمة ضد هذا الفكر الضال ونريد من كل أب وأم أن تحصن عقول أبنائها من هذا الفكر الضال فلنراقب سلوكيات أبنائنا ومعرفة من يجالسون ومع من يتواصلون.