فقدت الكاميرا السياسية العالمية، وجهاً كان يملؤها باللون وبالعمق، وجهاً ألفته على مدى 40 عاماً من العمل السياسي الشاق والمثمر.

هذا الفقد سيدوم فترة طويلة جداً؛ فالوجه الذي فقدته تلك الكاميرا السياسية، كان دائم الحضور في مركز الحدث الإعلامي السياسي العالمي، وليس -أبداً- في الأطراف.

على الرغم من ضخامة اسم سعود الفيصل سياسياً، وبالرغم من أن الإعلام العالمي وليس العربي أو المحلي يدرك ضخامة الاسم والتاريخ، إلاّ أن ليلة الإعلان عن نبأ وفاته أول من أمس، لم يكن إعلامنا العربي والمحلي بحجم ضخامة الخبر، ولا بحجم ضخامة الشخصية المحوريّة فيه.

برنامج أو برنامجان، كانا أشبه بالتعزية الروتينية العاجلة لأي شخصية عامة رحلت عن هذه الدنيا، وفي القناتين الإخباريتين الشهيرتين، ثم عاد المشهد إلى العراق وسورية واليمن، وكأنما كان الخبر الضخم فاصلاً إعلانياً لا أكثر.

الذي يخفف من هذا التعاطي البارد للقنوات العربية، هو الإعلام الجديد، وبالذات موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر"، وما كتب فيه الناس وتبادلوه من صور وفيديوهات وتفاصيل صغيرة في حياة الراحل الكبير، وكانوا أكثر وفاءً مع الفقيد وقيمته، من كل قنوات الدنيا بـ"مليون ونصف" تغريدة خلال ساعات قليلة.