كتبت قبل يومين محتجاً على الادعاءات التي تقول بأن البلد لم تخسر في لقاح أنفلونزا الخنازير حيث قامت باستبداله بلقاحات وأدوية أخرى.. وتساءلت: هل هذا صحيح فعلاً؟! غير أن مسؤولا بالوزارة نفسها أكد لي صحة ذلك بالرقم والتاريخ.. ومن باب الموضوعية والأمانة لا بد من الإشارة لذلك.. حيث يؤكد الدكتور أحمد المصيلحي ـ مدير التموين الطبي بالوزارة ـ على مسؤوليته الشخصية أن بلادنا كانت من أول الدول في العالم التي سارعت إلى استبدال اللقاح بلقاحات أخرى.. بل إنها ـ حسب كلامه ـ استطاعت وبالإثباتات أن تسترجع قيمة بعض اللقاحات قبل توريدها لبلادنا..
النقطة الأخرى التي أشرت إليها سابقا كانت تتعلق بالدواء.. حيث وصفت تصريح وزارة الصحة بأن شراء الدواء خط أحمر ولا يجب تحميل أي مريض ريالا واحدا.. بأنه مجرد تصريح في الهواء.. مبررا ذلك بالانتشار المهوول للصيدليات في بلادنا!
في بعض المدن العربية يقطع الإنسان مسافات طويلة أحيانا حتى يعثر على صيدلية.. في بلادنا الصيدليات منتشرة بشكل لافت.. صيدلية لكل عشرة مواطنين! ـ أتذكر في إحدى المدن العربية أننا أمضينا قرابة ثلاث ساعات دون أن نعثر على صيدلية واحدة!
هل الأشقاء العرب لا يمرضون وبالتالي ليسوا بحاجة لكثرة الصيدليات؟
ثم لماذا انتشرت هذه الصيدليات لو لم يكن المرضى بحاجة لها..
لكن الدكتور "المصيلحي" عاد وأكد لي صحة الخط الأحمر.. مؤكدا أن الوزارة رصدت العام الأخير مبلغ 3 مليارات ريال للدواء.. منها 7% من المبلغ ـ وهو ما يعادل 200 مليون ريال ـ مخصصة لشراء الدواء في حال الحاجة الطارئة إليه في بعض مستشفيات.. انتهت المساحة فيما انتشار الصيدليات ما يزال مستمرا وهو ما يستدعي التوضيح لاحقاً!