- وترجَّل الفارس.. أحيانا الكتابة تجبرك على الكتابة، أحيانًا القلم يقول لك كل ما عليك أن تبحث لي عن مساحة بيضاء أشبه بقلب من سأكتب عنه، فكم أنا متلهف للحديث عنه، ومن دون حتى أن تكون كاتبا جيدا يكفي أن تقول سأكتب عن فهد بن خالد وستجدها هي من تلقاء أحرفها تنطلق دون توقف وكأن حروفها تتسابق للظهور في هذا المحفل تقديرا ووفاء لرجل ذي قيمة وقامة، إنسان قبل كل شيء لم يلهه الأهلي إلا عن أهله.

- يكون أكثر منك فرحا في فرحك، وأكثر منك حُزنًا في حُزنك، لا يهمه ما تكتب عنه بقدر ما يهمه كيف هو حالك وعائلتك، كان للأهلي وأهله ليس مجرد رئيس بل أخ لهذا وصديق لهذا وأب لذاك.

- أبو سعود، تفتخر به الإنسانية، يقول في برنامج يا هلا سـأنتقل من كرسي الرئاسة إلى كرسي المُدرج وأقول له لن تتزحزح من قلوبنا فـما يربطنا بك أكبر من كرسي لو دام لغيرك لما وصل لك، شكرا لهذا الكرسي الفخم الذي عرّفنا بك، هو هكذا الأهلي يجبر الكل على احترامه يختار من يمثله بعناية فائقة من رئيس حتى أصغر عامل، هكذا هي شخصيته حتى وإن حاول أن يميل عنها لا يستطيع، يخرجون منه ويبقى داخلهم، يرحلون منه إليه هو محطة الوصول والإقلاع، الجمعيات العمومية في الأهلي هي فعلا غير عادية فهذا الصرح الشامخ، هادئ، رزين ، حكيم منذ الأزل لا يقبل الزلل، لذا فهد بن خالد كان يشبه الأهلي أو الأهلي يشبه فهد بن خالد، لم أعتد على الكتابة عن أشخاص ولكن رحيله أدمع قلمي وقلبي وما أنا إلا رهن إشارتهما، انتقدت عمله وغيابه كثيرا، لكنني عرفت معه الأهلي الجديد، أبا سعود لن أُفرط في صداقتك وأخوتك فمثلك ذهب غال في وسط كثُر فيه النحاس..!

- لننظر له من جانب عملي بحت بدأت مسيرة الذهب الأخضر مع فهد بن خالد في 2011 ببطولة لكأس الملك تلتها أخرى على التوالي في 2012، مُغيرا من روح الفريق وشراسة منافسته، زرع فيهم كل شيء يدعو للانتصار والتقدم، وخلال فترة تعتبر قصيرة وصل للحُلم الآسيوي بمعدل أعمار لاعبين لم يتجاوز منتصف العقد الثاني باستثناء واحد أو اثنين، وصيفا للدوري بذات المجموعة، ثم أربع سنوات جديدة استمر فيها العمل وبالطبع لأنك تعمل لا بد أن تُخطئ وإن أردت أن لا تُخطئ عليك أن لا تعمل وهذا أكبر خطأ، حقق في فترة رئاسته الجديدة قبل كل شيء فريقا لا يُقهر فريقا لا يُهزم لم يسقط ينطلق وإن تعثر ينطق وإن تلعثم حقق بطولة كأس ولي العهد بعد هزيمته للنصر ثم الهلال، وخسر الأهلي الدوري دون خسارة، بل إن حتى البطل خسر منه ذهابا وإيابا وهناك رواية أخرى تقول بأن الدوري هو من خسر الأهلي، تعرّض فهد خلال فترة رئاسته لكثير من الإسقاطات التي كان يحاول أن يرتقي بـأصحابها لا أن ينخفض إليهم، كانوا يحاولون أن يقذفوا بالحجر إلى داخل البئر منتظرين سماع صوت ارتطامه بالقاع، لكنه كان في كل مرة يثبت بأن البئر لا قاع له، أبا سعود شكرًا لله عليك، شكرا للأهلي الذي عرّفنا عليك، شكرا لأنك تحمّلتنا كثيرا، شكرا لك على كل ما قدمت وستُقدم، وعلى قولة خالك الجميل بدر بن عبدالمحسن؛ شكرا على عيوني اللي تشوفك.!