كيفا (Kiva) هي منظمة غير ربحية إنسانية دولية، تسمح للناس بإقراض المال عبر الإنترنت إلى أصحاب أعمال ذوي دخل محدود، وإلى طلاب في أكثر من 70 دولة.

قامت "كيفا" منذ عام 2005 بتمويل أكثر من 1.3 مليون قرض بقيمة إجمالية تعادل أكثر من 700 مليون دولار، وبنسبة تحصيل بلغت 99%. منظمة "كيفا" لا تقوم بتحصيل أي فائدة على القروض التي تمولها، كما أن ممولي "كيفا" لا يحصلون على أي فوائد أيضا. ما يعني أن المنظمة مفهومها إسلامي بحت، لنجد أن مؤسسي المنظمة هما زوجان أميركيان مسيحيان تلقيا الفكرة من البنجلاديشي المسلم -أيقونة الأعمال الخيرية- محمد يونس الذي أسس "بنك جرامين" الخاص بالفقراء.

أشعر الآن، عندما أسمع عن هذه الفكرة، أن الفقهاء لدينا يقدمون حلولاً شرعية ولكنهم لا يتفاعلون مع دين الحياة. فبالقدر الذي نرى فيه غياب دراسات الفكر الإنساني والفلسفة عن التعليم في مدارسنا وجامعاتنا، سوف تختفي المبادرات الإيجابية التي نراها في العالم الآخر والتي تستهدف "الإنسان" ومقتضيات عيشه.

نحن في المملكة نهتم كثيرا بالإنفاق على الخير، ولكننا لسنا إيجابيين فيما يتعلق بإحساننا إلى أنفسنا، لنكون فقهاء في الحياة، فيعمل كل طبيب سعودي على التبرع بأشهر -مثلا- أو بعام واحد من حياته المهنية في الخدمة الطبية المجانية داخل وطنه أو خارجه.. أو نجد معلما أو أكاديميا يطلق قناته التعليمية على "يوتيوب" من أجل نشر المعرفة.. أو مهندسا معماريا يعمل على اقتراح بيوت جاهزة للفقراء والمحتاجين ممن لا مأوى لهم.

فقه الإيجابية -فقه الحياة- يكون حقيقة عندما لا يشترط الإنسان جنسية لفعل الخير، ولكنه حتما سوف يبدأ من أهله ووطنه، قبل الانتقال إلى جاره، فحسبه إنسان؛ جاء ليعمر هذه الأرض.. كل هذه الأرض.