كشف مدرب التنمية البشرية الدكتور أسامة الملا أن غياب ثقافة الحوار في المناهج والوسطاء التعليميين للنشء، سبب في تكوين فراغ ذاتي لديهم وتحولهم إلى شخصيات أخرى، مبيناً أن أصحاب الأجندات المتطرفة يستغلون بخبث خلو المناهج من التفكير المنطقي وتنميته لبث سمومهم.

جاء ذلك خلال محاضرته في الدورة التدريبية التي عقدت أول من أمس بعنوان "رقعة الشطرنج" ضمن برنامج "اصنع مهارة" الذي تقدمه لجنة التنمية الاجتماعية بحي الروضة بالدمام بمشاركة 80 من أولياء الأمور والشباب.

وتناول الملا تحليل أربعة أنماط للشخصية، منها العملي والتحليلي والتعبيري والودي، مؤكدا أن هناك مشكلة في الحوار مع الذات، ما أوجد فراغا لدى أبنائنا وتحولهم إلى أنماط شخصية أخرى عندما تقابلهم بعض الشبهات، ولم يجدوا لها إجابات واستطاع آخرون أن يقولبوا هذه الشبهات في ظل الفراغ الفكري المنطقي وترسيخ مبدأ "لا تملك الحق في الأسئلة".

ولفت الملا إلى أن المناهج والوسطاء التعليميين "مدرسين، آباء، مدربين، المسجد" لا يشجعون على الحوار، إذ تم ترسيخ مفهوم التلقين، وأصبح أصحاب القيادة الفكرية غير قابلين للمناقشة، محذراً من أن الطامعين في أبنائنا وإخواننا أصبحوا يستخدمون آيات وأحاديث مجتزأة بخبث ودهاء ووضعها في أطر تخدم أجندتهم وساعدهم خلو مناهجنا من التفكير المنطقي وتنميته لدى الطلاب، ولم يدرب أبناؤنا على قراءة ما خلف السطور.

وعن الكيفية للتعرف واستشراف بعض الملامح الانحرافية لدى الأبناء والإخوان، أوضح الملا أن ردة فعله على الأحداث بطريقة مبالغ فيها هي أحد أهم المؤشرات في تغير السلوك، إلى جانب أن هناك دورة يمر بها الشخص لتعديل السلوك تتمثل في البحث عن المعرفة وتأجيج المشاعر والتوجيه واكتساب المهارة ثم تعديل السلوك، موضحاً أن الفترة الزمنية لتغيير تلك الفكر ما بين 21- 30 يوما كحاضن زمني بحسب الجرعات المعلوماتية للمتلقي.