بعيدا عن المثالية والكبرياء دعنا نتحدث بصراحة وصدق: هل تعرف نفسك بحق؟ هل تعرف إمكاناتك؟ نقاط ضعفك وقوتك؟ هل أنت متصالح مع نفسك؟ هل تعرف ما تريد؟
أغلبنا يعتقد أنه يعرف كل شيء عن نفسه، وأن المشكلة دوما في المحيط الذي لا يعرفه ولا يقدر قدراته، ولا يسمح له تحقيق أهداف حياته، بينما في الحقيقة أن أهم نقاط ضعفنا هي: عدم إدراكنا الصادق لماهية ما نحن! لذا يؤكد الخبراء أن أول خطوة نحو النجاح هو محاولة إدراك من تكون؟ وماذا تريد؟
هناك عدة وسائل للتعرف على النفس، لعل أسهلها ما خبرته مؤخرا مع استشارية التدريب الهولندية "ميك فان دين نوورت" التي تعترف بصعوبة حمل الشخص على التحدث بصراحة عن نفسه، لكنها استطاعت تجاوز هذه العقبة باستخدام أسلوب: الرسم! نعم يقوم الشخص بمحاولة رسم مسيرة حياته منذ الولادة وحتى اليوم على لوحة بيضاء كبيرة عبر أقل قدر ممكن من الكلمات، ولكن مع كثير من الرموز والألوان، ثم بعد أن ينتهي ينطلق بالحديث والتسجيل.
خلال عملية الرسم ستكتشف أمورا لم تكن تُلق لها بالا، ولم تكن تعرفها عن نفسك وسلوكها، وستظهر لك الصورة الكبرى لحياتك، وستعرف عما إذا كانت بوصلتك ضلت طريقها، وعما إذا كنت ممن يركزون على الصغائر ويتجاهلون الأهم!
خلال حديثك ستكتشف مزيدا، وستعرف ما الخصائص التي دفعت بك إلى الأمام؟، ومن هم الأشخاص الذين شاركوك النجاح أو وقفوا في طريقك؟، وعما إذا كنت اتبعت شغفك أم أنك نسخة أخرى من الآخرين؟.
خضت هذه التجربة قبل أشهر، وأكاد أجزم أنها غيرت في نفسي كثيرا، وفي نظرتي إلى الحياة ومستقبلها، والرائع في هذه الطريقة البسيطة أنك يمكن أن تخوضها دون مساعدة من أحد.. فقط كن صادقا مع نفسك، وفكر بصوت مسموع، وستجد الأثر سريعا.