هكذا وبكل بساطة،جاء ميتشيل إلى المنطقة وغادرها دون أن يأخذ موقفا جديدا من إسرائيل يحاكي "الطموح الأمريكي" في إطلاق عملية التسوية والمفاوضات من جديد.

وكما في أمثال العرب يمكن أن نقول إن ميتشيل "عاد بخفي حنين"،لأنه لم يستطع أن ينتزع من نتنياهو قرارا بوقف الاستيطان في القدس الشرقية،لا بل ودعه نتنياهو وزمر المستوطنين في سلوان،كما استُقبل،نائب الرئيس جو بايدن بقرار بناء 1600 وحدة سكنية، بتظاهرة ترمي إلى المزيد من هدم منازل العرب وتهجيرهم والسماح ببناء المزيد من الوحدات السكنية الإسرائيلية في أحد أحياء القدس الشرقية.

لا ينكر الإسرائيليون أن مسألة الاستيطان قد وضعت العلاقة مع واشنطن في موقع لا تحسد عليه.ويعرفون أن الرئيس أوباما غارق في همومه الداخلية التي من شأنها تقليص عدد النواب الديمقراطيين في الانتخابات النصفية للمجلس التشريعي الأمريكي.وهم يستغلون هذه المناسبة لتمرير مشاريعهم ،عبر كسب الوقت والرهان على التغيير الداخلي الأمريكي.إلا أن بعض منظري اليمين الإسرائيلي المتطرف لا يجدون غضاضة في أن يبلع نتنياهو "التعنيف" الأمريكي في المرحلة الحالية للانقضاض مرة أخرى على ما تبقى من القدس الشرقية وطرد كل من تبقى فيها من عرب،تنفيذا لقرار تهويد المدينة المقدسة باعتبارها العاصمة الأبدية لإسرائيل.


ماذا نفعل نحن العرب، إذا كانت سياسة إسرائيل بهذا الوضوح؟


حتى اللحظة لا نملك سوى رد الفعل على الفعل الإسرائيلي بالشجب والاستنكار،متناسين أن اللغة التي يفهمها العدو عبر عنها الفلسطينيون بعد اقتحام إرئيل شارون لحرمة المسجد الأقصى في 28 سبتمر عام 2000.