اتجهت الأنظار إلى لبنان، في انتظار ما ستسفر عنه زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، التي تعتبر الأولى بعد توقيع طهران اتفاقها النووي مع الغرب. يأتي ذلك في ظل دفع رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون بأنصاره إلى الشارع، ولكن هذه المرة دون مشاركة حليفه حزب الله، مغردا بذلك خارج السياق العام الداعي إلى الحفاظ على حكومة تمام سلام، في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية.
وأشارت مصادر إلى أن زيارة ظريف إلى بيروت، تأتي في ظل وجود خطة أميركية - تركية مشتركة لإقامة منطقة خالية من مقاتلي داعش، الشيء الذي سينعكس بطريقة أو بأخرى على مجرى الحرب الدائرة في الداخل السوري التي يشارك فيها حزب الله المدعوم من النظام الإيراني.
وقالت مصادر خاصة إلى "الوطن" إن زيارة ظريف لن تدفع أبدا فريق الثامن من آذار أو حزب الله لتغيير موقفه بانتخاب رئيس للجمهورية، بل ترغب القيادة الإيرانية في الإبقاء على حكومة تمام سلام، ما يعني أنها قد تقلم أظافر العماد ميشال عون الذي يسعى بطريقة أو بأخرى إلى إسقاطها، على أمل وصوله إلى القصر الرئاسي. وتوقعت أن يدعو ظريف القيادات اللبنانية للحفاظ على الاستقرار السياسي الذي أرسته قوى الأمر الواقع في المنطقة، إضافة إلى وضع القوى اللبنانية في صورة ما يحدث في سورية من ناحية سعي واشنطن إلى إقامة منطقة خالية من داعش شمال سورية، في ظل الخوف اللبناني القائم من الخطر الداعشي الكامن في الجرود.
من جهة أخرى، رفض تيار المستقبل الهجوم الذي شنه رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون على قائد الجيش، العماد جان قهوجي، والتهديدات المبطنة التي وجهها له، وقالت في بيان رسمي أمس "تشيد الكتلة بالقرار الحكيم الذي اتخذه وزير الدفاع، سمير مقبل، بتأجيل تسريح قائد الجيش، ورئيس الأركان، وأمين عام المجلس الأعلى للدفاع، بعد أن تعذّر على مجلس الوزراء إنجاز التعيينات المطلوبة في جلسته الأخيرة، وهو تعثر جديد في ظل الشغور المفتعل والمستمر في موقع رئاسة الجمهورية. وقرار تأجيل التسريح استند إلى أهمية تجنيب المؤسسات الأمنية الوقوع في شر الفراغ القاتل في البلاد في هذه الظروف الحساسة والخطيرة التي يمر بها لبنان وتمر بها المنطقة".