بعد أن ثبت لدى الجهات الأمنية استخدام الانتحاري الهالك يوسف السليمان الذي فجر نفسه في مسجد الطوارئ بعسير شرائح اتصالات مجهولة في تنقله وتخطيطه قبل تنفيذ عمليته، أصبحت هذه الشرائح عونا للإرهاب في ضرب أمن واستقرار الوطن، ورغم ذلك فإن هذه الشرائح مجهولة المصدر تباع علنا في بعض المواقع بالرياض ويروجها عمالة من جنسية عربية حدودية، حيث يتسابقون على الزبائن أمام بعض الإشارات الضوئية حاملين نسخا ورقية مزود بها عشرات الأرقام الخاصة بالهواتف الجوالة، وعند اختيار الزبون للرقم يقوم البائع بإخراج "بطاقة" تحتوي على الشريحة الصادرة من الشركات المزودة للاتصالات ومزوّد بها رقم هوية مجهولة ليستطيع الزبون لاحقا تغذية شريحته "شحنها" بالرصيد مسبق الدفع.

ووقفت "الوطن" أول من أمس على عدد من العمالة أمام الإشارات الضوئية في تقاطع طريقي البطحاء والحائر مع الدائري الجنوبي وهم يحملون هذه الشرائح ويتجولون بها على الزبائن المتوقفين للإشارة الحمراء ويبيعونها بمبالغ تبدأ من 40 ريالا للشريحة، ويرتفع السعر إلى أكثر من ذلك حسب تميّز الرقم الذي تحتويه، وحين حاولنا الحصول على المزيد من المعلومات عن نشاطهم وكيفية استخراجهم لهذه الشرائح المجهولة بدا على بعضهم الارتباك وغادروا المكان محاولين تغطية وجوههم عن عدسة الكاميرا، وسط مطالبات السكان بالقضاء على هذه الظاهرة التي قالوا عنها إنها اختفت تماما مع بدء حملات تصحيح أوضاع العمالة قبل عدة أشهر، لكنها عادت مجددا للظهور، كما طالبوا بتكثيف الحملات التصحيحية ومنع الأنشطة غير المرخصة كالبيع العشوائي والتسول ووجود العمالة للعمل عند غير مكفوليهم.