لا تزال مصر محل شغف وإعجاب لدى الفرنسيين، وقد بدأ هذا الشغف منذ حملة نابليون في نهاية القرن الـ18، وعبَّرت عن نفسها أيضا، بصيغة أخرى، خلال مشروع شق قناة السويس في القرن الـ19، وما زال حتى اليوم بعض أفراد النخبة المصرية، خاصة من كبار السن، يتحدثون اللغة الفرنسية.

وحول هذه العلاقة كتبت صحيفة "ليبراسيون" افتتاحية بعنوان "معادلة جديدة" جاء فيها: يمكننا أن نقول الآن إنه على خلفية هذه القصة الطويلة من العلاقة التاريخية بين البلدين حضر الرئيس فرانسوا هولاند كضيف شرف في الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، وكان من اللافت في فعاليات الاحتفال، الخميس الماضي، تحليق طائرات "رافال" الثلاث -وهي ضمن الـ24 طائرة التي اشترتها مصر. كما كانت هناك أيضا فرقاطة "فريم" التي اشترتها مصر من فرنسا، وفي هذا تذكير بحجم وزخم التعاون الجديد بين البلدين.. وقد أكد قصر الأليزيه على دور القاهرة المحوري، الذي لا غنى عنه، على المسرح الإقليمي، ومصر التي تحدّ ليبيا، الغارقة في العنف والفوضى، تبدي التزاما قويا في محاربة الإرهاب ومواجهة تحدي تنظيم "داعش" في سيناء.

وقال الكاتب إن شهر العسل الجديد في علاقات فرنسا ومصر، وفي علاقاتها أيضا مع بعض دول الاعتدال العربي الأخرى، تظهر التحولات الأخيرة في معادلة التحالفات الإقليمية في المنطقة، وفي مواجهة احتمال تغيير في مدى الانخراط الأميركي في المنطقة، وربما حتى تغيير في الاصطفافات، بعد التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، تنظر مصر والدول العربية نظرة إيجابية إلى حزم الموقف الفرنسي في قضية النووي، وإلى مدى التزام باريس تجاه انشغالات وقضايا وملفات المنطقة. ومع هذا يرى الكاتب أن هنالك أوجه اختلاف أيضا في الرأي والمقاربة تجاه قضايا أخرى عدة، ولا شيء يمنع أن يتبادل فيها الرئيس الفرنسي مع نظيره المصري وجهات النظر، في جو من التفاهم والثقة المتبادلة.