ودّعت محافظة ميسان "100 كيلو متر جنوب الطائف"، أمس، الشهيد ممدوح مسفر المسيلي الحارثي أحد شهداء التفجير الآثم الذي طال مسجد قوات الطوارئ بأبها الخميس الماضي وأصغرهم (19 عاما)، حيث نُقل جثمانه بطائرة إخلاء طبي من أبها إلى الطائف ومنها لمحافظة ميسان حيث تمت الصلاة عليه ودُفن في مسقط رأسه قرية مثان بني الحارث، وسط حضور رسمي شارك في الصلاة والتشييع والدفن ضمّ مدير شرطة محافظة الطائف العميد حمود الثمالي، وقائد قوات طوارئ الطائف وعددا من زملاء الشهيد، ومدير مرور الطائف، وقائد دوريات الأمن بالطائف، ومدير مخفر شرطة محافظة ميسان وعددا من مسؤولي المحافظة.

ورصدت "الوطن" حشدا كبيرا من المشيعين وهم يؤدّون الصلاة على الشهيد في جامع التعاون بمحافظة ميسان، وبعدها رافقه المئات من المشيّعين وعشرات المركبات، ومنها مركبات تابعة لقوات الطوارئ والشرطة والمرور والدوريات الأمنية إلى المقبرة في مشهد مهيب، حيث ووري جسده الثرى، وسط حزن عميق بدا على والده وأشقائه وأقاربه ومعارفه وزملائه، نتيجة الغدر الذي طاله من الإرهاب، إلا أن استشهاده في ميادين الشرف وداخل بيت الله خفّف من مصابهم.

وقال مسفر محمد الحارثي والد الشهيد في حديث خاص إلى "الوطن" إنه وجميع أبنائه فداء للوطن ومقدساته ومكتسباته، وأضاف: نحمد الله أنه مات شهيداً مؤدياً للصلاة في بيت من بيوت الله ومرابطاً لحماية وطنه، مضيفاً أن الشهيد يبلغ من العمر 19 عاماً، والتحق بقوات الطوارئ قبل عدة أشهر للدفاع عن وطنه، وظل يقطع المسافة من أبها إلى قريته جنوب الطائف نهاية كل أسبوع ليقضي حاجات أسرته ثم يعود لدورته، مشيراً إلى أنه كان ينتظر تخرجه وتعيينه في مدينة الطائف ليكون قريباً منه ويساعده على إعالة أسرته الكبيرة، حيث يبلغ من العمر 70 عاماً ويعاني من أمراض مزمنة ولا يستطيع قيادة السيارة وكان يأمل أن يكون الشهيد عوناً له بعد الله في القيام على شؤون الأسرة إلا أن قضاء الله وقدره سبق كل ذلك، مشيراً إلى أن له شقيقا آخر هو بدر ويعمل في القوات الخاصة لأمن المنشآت بمحافظة الخفجي ويأمل أن يتم نقله إلى محافظة الطائف ليكون قريباً منه وعوناً له بعد استشهاد شقيقه، خاصة أن شقيقهم الآخر بعيد عنهم حيث يدرس الماجستير في أميركا، وأشقاؤه الآخرون متزوجون ومنشغلون بأعمالهم خارج المنطقة، فيما شقيقهم الأصغر يبلغ 15 عاماً.

من جهته نقل نائب محافظ ميسان تركي الحارثي في حديثه إلى "الوطن" تعازي محافظ ميسان ومسؤولي المحافظة لوالد الشهيد وأسرته ومعارفه، مشيراً إلى أن المحافظة فقدت ابنا من أبنائها المخلصين لوطنهم، مضيفاً أن ما خفّف من مصابهم أنه مات شهيداً في ميادين الشرف والبطولة.

يذكر أن الشاب ممدوح الحارثي استشهد مع عشرة من زملائه في التفجير الآثم أثناء أدائهم صلاة الظهر في مسجد قوات الطوارئ بمدينة أبها الخميس الماضي حين قام الإرهابي يوسف السليمان بتفجير نفسه وسط المسجد.