ازداد في الفترة الأخيرة أعداد المتسولين وخاصة أمام إشارات المرور وعند أبواب المساجد وفي الأسواق، من بينهم نساء وأطفال، في ظاهره غريبة على مجتمعنا، خاصة أن التسول أصبح الآن مهنة لدى البعض وبطرق احترافية وبتنظيم غريب وفي أوقات متفاوتة.
وهذا يدعونا إلى أن نقف أمام هذه الظاهرة ونحاول القضاء عليها وإيجاد حلول ممكنة من أجل الحد من انتشارها ودراسة أحوال هؤلاء المتسولين ومعرفة الأسباب التي دعتهم إلى التسول ومساعدتهم إن كانوا صادقين ومحاسبتهم إن كانوا محتالين، لأننا ولله الحمد في وطن ينعم بالخير ويبذل العطاء وبسخاء لكل المحتاجين، ولدينا كثير من المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية التي تسهم في إيصال المساعدات إلى مستحقيها في كل أرجاء الوطن الغالي دون الحاجة إلى التسول واستجداء الناس.
ولعل ما يحز في النفس هو استخدام الأطفال الأبرياء في أبشع الصور من أجل استثارة مشاعر الناس وحبهم للخير وعطفهم على هؤلاء الصغار الذين يقفون بالساعات تحت أشعة الشمس الحارقة بدون أحذية والجوع والعطش يكتسي وجوههم البريئة التي لا تدرك ما يفعله بهم القدر فقط يطبقون ما تعلموه في مدرسة التسول، لذلك هل من حلول للقضاء على هذه الظاهرة التي باتت مزعجة للكثيرين والتي أخذت تتطور وتنتشر بشكل لافت للنظر وفي كل مكان لا تهمهم نظرة الناس إليهم ولا يخيفهم أي عقوبات أو أية نصيحة توجه لهم لأن المبالغ التي يحصلون عليها يوميا جعلتهم يواصلون التسول وبكل حماس وأعدادهم في تزايد مستمر لأنها مهنة مريحة وذات دخل ممتاز هكذا يرونها، ثم أين المسؤولون في مكافحة التسول عن هؤلاء؟ ولماذا لا يتم القبض عليهم وهم يصرون على عملهم هذا متجاهلين كل القوانين والأنظمة التي تحارب التسول، لذا يجب أن تقوم إدارة مكافحة التسول بملاحقه المتسولين والوقوف على أحوالهم وأخذ التعهد عليهم بعدم التسول، ومن كانت لديه ظروف مادية يحال إلى الجمعيات الخيرية وهي كفيله بمساعدته وإعانته.
أعود وأكرر الأعداد المتزايدة من المتسولين والذين أغلبهم قد يكون غير محتاج فعليا تدعونا إلى محاربة هذه الظاهرة والقضاء عليها بكل الوسائل الممكنة.