مثلما وجهت أصابع الاتهام إلى إيران باحتمالية تورطها في التفجير الإرهابي الذي ضرب جامع القديح، لاعتبارات تتعلق بمادة الـRDX المستخدمة في تصنيع الحزام الناسف للانتحاري منفذ العملية التي عادة ما تهرب من طهران عن طريق البحرين، عاود السعوديون لتوجيه اتهاماتهم إلى الجارة الإيرانية، ومسؤوليتها عن تفجيرات المساجد التي كان آخرها تفجير مسجد قوات الطوارئ الخاصة بعسير أول من أمس.

وفيما قال مسؤول رفيع في مجلس الشورى إنه لا يمكن إعفاء الإيرانيين من المسؤولية فيما يجري من أحداث إرهابية داخل السعودية، اتهم إمام وخطيب جمعة في الرياض، نظام الملالي الإيراني بمسؤوليته خلف الأحداث الجارية، كونه المستفيد الأكبر منها.

فاعل الجريمة

وقال خطيب جامع الإمام أنس بن مالك في العاصمة السعودية حمد الدهلوس في خطبة الجمعة أمس "لا بد ونحن نفتش عن السبب ونسبر أغوار الجريمة أن نكون على وعي بمقولة إذا أردت أن تعرف فاعل الجريمة فتش عن المستفيد منها، فهو يكون عادة منفذها أو المحرض عليها أو الممهد لها.. وليس هناك مستفيد من ذلك أكثر من نظام الملالي الإيراني".

وجهة نظر الدهلوس اتفق معها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الدكتور خضر القرشى في اتصال هاتفي أجرته معه "الوطن"، وقال "يجب ألا نعفي الإيرانيين من المسؤولية ولا حتى الدول الغربية من تكوين الجسم الغريب المسمى داعش الذي أوجد لتدمير المجتمع العربي".

واستند القرشي في اتهامه للمشروع الصفوي بالوقوف خلف تنظيم داعش بطرحه عدة تساؤلات، قال فيها "من يمد هذا التنظيم بالسلاح؟ لماذا لم تفجر داعش في إيران؟ لماذا لم تفجر مساجد إيرانية؟ لماذا لم يساندوا الأحواز على سبيل المثال؟".

وعلى الرغم من أن القرشي جدد تأكيداته بأنه لا يؤمن أبدا بنظرية المؤامرة، إلا أنه خلص إلى القول "الشواهد التاريخية موجودة، فمنذ سقوط الإمبراطورية الفارسية والفرس يناصبون العرب العداء.. هؤلاء يشنون على العرب حربا مجوسية".

جمع الكلمة

ومع تلك الاتهامات إلا أن إمام وخطيب جامع أنس بن مالك ورئيس لجنة الشؤون الخارجية سعيا إلى تشخيص المشكلة.

وفيما أكد الأول أن المسلمين اليوم في أشد الحاجة إلى جمع الكلمة فيما بينهم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، في إطار تعايشي داخل الوطن الواحد وتحت مظلة الإسلام الواسعة، وهو الأمر الذي قال إنه كفيل بتوحيد صفهم وإعلاء كلمتهم وجمع شملهم وإغاظة عدوهم المشترك وتوفير الأمن والاستقرار لهم، شدد الثاني على وجوب عدم إعفاء أنفسنا من الأخطاء في إيجاد البدائل والخطط التي تحفظ الشباب من تلقف تلك التيارات لهم.