قال استشاري الطب النفسي بمستشفى الحرس الوطني بجدة ومستشفى النور بمكة الدكتور رجب بريسالي إن فكر الإرهاب من تفجير وأفكار غريبة، يكون غالبا في صغار السن، فهم الفئة التي يسهل استقطابها وتجنيدها لتحقيق أهداف سياسية، ليست لها علاقة بالدين، فالعقل البشري يكون في طور الوصول إلى الوعي والرشد الكافيين ما بين 18 إلى 25 سنة، والتي تعتبر الفترة الأمثل لتجنيد هؤلاء الشباب من خلال بث أفكار مضللة في محورها تكفير الدولة ورجال الأمن، وبالتالي جعل دمهم مستباحا.

وأشار بريسالي في تصريح إلى "الوطن" أن الشخص الذي يقوم بهذا الأمر يتصف بصفات الشخصية السيكوباتية التي يمكن تجنيدها بسهولة لأنهم بطبيعتهم متحمسون دينيا وعدوانيون بالفطرة، كما يتصفون بعدم الإحساس بالذنب عند حدوث هذا التفجير في دور العبادة حيث إنهم يعتقدون اعتقادا جازما أنهم منزهون، ويمكن أن تصل بهم الأفكار إلى اعتبار أنفسهم أنبياء منزهين عن الخطأ، وأن من يخالفهم في هذا الفكر يعتبر كافرا وخارجا من الدين حتى ولو كان أقرب الناس لهم.

وقال إن اختيارهم من قبل التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة وغيرها لا يتم عشوائيا، بل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بكل أطيافها وصورها، فتلك أسهل طريقة لتجنيدهم، فهم يقومون باختيار ضحاياهم من بين هذه الأعمار، ويبثون فيهم الأفكار الخاطئة بشكل عشوائي، وينتظرون الرد على تلك الأفكار ممن يوافقونهم الفكر، وبهذه الطريقة يتم الاختيار، وغالبا ما يكونون غير مرتبطين بالإرهاب، ولكن متفقون معهم في تكفير الدولة، ومن هذا المنطلق يبدؤون في غسل أدمغتهم وبث أفكار غير صحيحة في أذهانهم، فالشخص المجند للشباب غالبا ما يكون دارسا لعلم النفس والاجتماع من أجل الكشف والتعرف على ضحاياه من الشباب.

وذكر بريسالي أن المفجر يكون عمله في الوعي، ولا يمكن احتمال أن يكون قد أعطي دواء مخدرا، بل هم في كامل قواهم العقلية، ويكون هدفهم الوصول إلى الجنة والزواج من الحور العين، وبالتالي يتم تجنيدهم فيفجرون أنفسهم للفوز بالجنة، وهذا أمر غير حقيقي، ولكنهم يستجيبون بحكم أن الدين من الأدوات الخطيرة التي يستخدمها المضللون في تفجير الناس، فالمفجر ليس مريضا نفسيا، بل يحتاج إلى تقويم لسلوكه.