لم تجد ميليشيات التمرد الحوثي وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في مدينتي زنجبار وشقرة بدا من الهرب في وجه عناصر المقاومة الشعبية التي واصلت الاحتشاد، توطئة لاقتحام المدينتين وتطهيرهما من العناصر المتمردة، بعد أن تلقت تعزيزات ضخمة تشمل دبابات وأسلحة ثقيلة ومقاتلين، وذلك لطرد الحوثيين وحلفائهم من آخر مواقعهم المتبقية في الجنوب.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن عشرات الانقلابيين فروا من معسكر اللواء 15 ومواقعه في المدينتين باتجاه محافظة البيضاء، معقل الحوثيين، وسط اليمن. مشيرة إلى أن قصفا عنيفا شنته طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة على مواقع المتمردين داخل المعسكر، ما أدى إلى مصرع 18 متمردا وإصابة 25 آخرين بجراح. كما سمع دوي انفجارات ضخمة يرجح أنه ناتج عن انفجار أسلحة وذخائر داخل المعسكر.
رعب متزايد
وأضاف المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية بالقول إن مشاهدة المتمردين للعشرات من الآليات الثقيلة التي أرسلتها قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة لدعم الثوار، وهي محملة بمئات المقاتلين المدججين بالسلاح، وهي تتقدم لتطهير المناطق من الحوثيين، أصابت عناصر التمرد بالرعب والخوف، فبادرت إلى الهرب من الموقع.
وإضافة إلى التقدم الذي تحققه المقاومة في جبهات القتال بمحافظة أبين تمكن مقاتلو المقاومة الشعبية بدعم عناصر الجيش الموالي للشرعية، وبإسناد كثيف وفرته طائرات التحالف أول من أمس من استعادة معسكري لبوزة ووادي عطان في محافظة لحج شمالي عدن، بعد مواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل 38 متمردا وإصابة 24 آخرين بجروح، معظمهم في حالة الخطر. كما استسلم عشرات آخرون لعناصر المقاومة.
ترتيب الأولويات
وفيما تؤكد مصادر داخل المقاومة قرب فتح جبهات قتال جيدة ضد المتمردين في محافظات وسط اليمن، مثل البيضاء، وإب، وذمار، لطرد عناصر التمرد التي تسيطر على المنطقة كلها، كشفت مصادر أخرى أن أولوية المقاومة الشعبية في الوقت الحالي تتمثل في إكمال السيطرة على مناطق جنوب اليمن، مشيرة إلى أن مئات الدبابات الحديثة التي استلمتها المقاومة الشعبية من قيادة التحالف تم توجيهها مع مئات المقاتلين إلى محافظتي مأرب وشبوة.أما على صعيد محافظة تعز، فما زال الثوار يحشدون قواتهم استعدادا للمعركة الكبرى، وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن مئات الشباب يتدافعون على مراكز التجنيد، للمشاركة في المعركة الكبرى. كما يحشد المتمردون قواتهم، إلا أن الثوار يتمتعون بارتفاع الروح المعنوية، وهو ما يفتقده خصومهم، الذين كثفوا خلال الفترة الماضية من إرسال الوسطاء لتوفير خروج آمن لهم، مقابل تسليم السلاح الذي بحوزتهم، الأمر الذي رفضته المقاومة، مشددة على أهمية تطهير المحافظة بسواعد أبنائها.