كشفت مصادر مطلعة عن تزايد الفرص لتحقيق تسوية سلمية للأزمة اليمنية في القريب العاجل، مشيرة إلى أن الانتصارات المتلاحقة التي تحققها المقاومة الشعبية المسنودة بعناصر الجيش الموالي للشرعية في كثير من جبهات القتال، تزيد من تلك الفرص، بسبب حالة التردي التي تحيق بالمتمردين في كل الجبهات. وأضافت المصادر أن المتمردين سيجدون أنفسهم مرغمين على تقديم تنازلات مؤلمة يعودون بموجبها إلى مناطقهم الأصلية، ويبدون مرونة أكبر، بعد التعنت الذي كان صفة ملازمة لهم، خلال فترة احتلالهم لمعظم الأراضي اليمنية.

وكانت الأمم المتحدة قد أشارت أول من أمس إلى أن فرص التوصل إلى حلول نهائية، تضع حدا للأزمة باتت أكثر من ذي قبل، وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، أحمد فوزي، إن المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، جدد دعوته لوقف إطلاق النار، وفقا لخطة تتضمن انسحاب الحوثيين من المدن الرئيسية لتفسح المجال أمام عودة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

وأضاف فوزي قائلا "ولد الشيخ أكد وجوب حدوث انسحاب، ووقف لإطلاق النار والاتفاق على هاتين الجزئيتين، إضافة إلى أهمية توفير الأجواء التي تسمح للحكومة بالعودة إلى صنعاء والمدن الكبرى". مشيرا إلى أن هذا الأمر أساسي جدا. ومضى ولد الشيخ بالقول إنه يعتقد أن خطته لإنهاء الصراع الدائر هناك منذ أربعة أشهر تكتسب قبولا متزايدا بين الأطراف المتحاربة.

وتابع "ولد الشيخ كثف من اتصالاته خلال الأيام الماضية بكافة أطراف الأزمة، وتلقى ردودا مشجعة.

ويرى مراقبون أن جماعة الحوثي، بعد أن باتت الهزائم تحاصرها من كافة الجوانب، ستجد نفسها مضطرة للقبول بتسليم السلطة والتراجع عن انقلابها. مشيرين إلى أنهم باتوا في موقف ضعف، اضطروا معه إلى طلب وساطة كثير من الأطراف الداخلية والخارجية لتوفير مخرج آمن لعناصرها في ميادين القتال.

وقال الكاتب الصحفي أحمد الجديعي في تصريحات صحفية "الحركة تحولت من معتد إلى مطارد، وباتت في موقف الدفاع عن نفسها، بعد أن كانت خلال الفترة الماضية هي المبادرة بالهجوم والاعتداء، وهذا الوضع سيدفعها حتما لتغيير كثير من مواقفها، ويرغمها على الخضوع إلى الحق، والتراجع عن الانقلاب الذي قامت به، بمساعدة عناصر المخلوع، علي عبدالله صالح، وإذا كان هناك من عقلاء لا يزالون في صفوف تلك الجماعة المتمردة، فعليهم أن ينصحوا قادتها بالتراجع والجلوس إلى الحوار بنية حسنة، فالهزيمة النكراء تطاردها من كل الجهات، وعناصرها يتساقطون يوميا بالمئات، ولن يستغرق الأمر كثير وقت حتى يعلن الثوار انتصارهم الكبير".

ومضى بالقول "السبيل الوحيد كما قلنا من قبل للتعامل مع هذه الميليشيات الإجرامية هو الضغط، وإرغامها على التراجع والانسحاب، وأدعو قيادة المقاومة إلى تفعيل ضرباتها، وتكثيف هجومها على المتمردين الذين يعيشون في الوقت الحالي أسوأ لحظاتهم، وبمزيد من الجهد سوف تتخلص البلاد من شرهم إلى الأبد".

وتوجه الجديعي بشكره الكبير لقيادة التحالف العربي، على الدعم الكبير الذي قدمته للثوار، والضربات الجوية التي وجهتها لقواعد التمرد، ما حرمهم من مصادر قوتهم، وكبدهم خسائر فادحة، واختتم تصريحاته بالقول "الشعب اليمني لن ينسى لدول التحالف هذه الوقفة التاريخية، وسيظل يشعر بالامتنان الشديد للمملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على هذا القرار الشجاع الذي لولاه لضاعت اليمن إلى الأبد، وارتمت في حضن العدو الفارسي".