العديد من الأمراض تحتاج إلى إنعاش وتنفس اصطناعي وأجزم أن مرض نادي الإتحاد يكمن في شح الموارد المالية وعزوف الداعمين وأوهام ووعود المطانيخ التي انتهت إلى سراب بعد أن انتفت الحاجة إليها ـ كدعايات انتخابية مطلوبة في حينه ـ وبعدها بأشهر قليلة فقط انكشف المستور وأصبح رئيس النادي المُنتخب يُجدف وحيدا حتى اختفى عن المشهد تماما منذ أشهر وكان ظهوره الأول مع توقيع عقد اللاعب الفنزويلي (المقلب).
وطبعا من أهم الخيارات العلاجية لينهض المريض وسط هذا الشح وهذه الظروف التي تخنق العميد ومسيّريه يُطل في المشهد العام أبرز الحلول وهو القرض البنكي الذي أعتبره (حلا جيدا ـ إن تمّ) وسط هذه الظروف، ومتى ما كان التعامل مع آلية وطريقة السداد بشكل حازم ومنتظم دون أي إضرار بالكيان وموقفه الاقتصادي مستقبلا أو في حال أن الإدارة الحالية قررت الرحيل أو انتهت مدتها، فيفترض أن تغلق ملف القرض البنكي بكل فوائده قبل أن ترحل، ليتسنى للآخرين العمل دون قيود ودون حصار اقتصادي بسبب هذا القرض وتداعياته المتوقعة على النادي وإداراته المتعاقبة في حال تم الاقتراض فعلا وتم تمويل الكيان ليخرج من أزمته المالية التي أصبحت مزمنة وما عادت تطاق.
في المقابل، فإن عقد المؤتمرات ثم تأجيلها وتجييش جحافل الإعلام الموالي بهدف التطبيل والحديث عن تعاقدات ووعود بمعسكرات إعدادية وإبرام عقود رعاية مع شركات استثمارية وغيرها مما يتم تسويقه إعلاميا ما هي إلا لتمييع القضية الأم والتغطية على المرض المزمن الذي أضيف عليه أخيرا تكديس فواتير أخرى وأرقام جديدة فوق ظهر الكيان الاتحادي ورفع مؤشر الدين العام، وهو الأمر الذي تحذر منه لوائح وأنظمة الرئاسة العامة ويرفضه الرئيس العام في العديد من التصريحات الإعلامية التي يُطلقها بين الحين والآخر.
بصراحة أكثر: نادي الإتحاد يكاد يكون النادي الأوحد في قائمة الوعود والأوهام التي يتم حقنها لجماهيره الغفيرة التي تنتظر العمل بمصداقية والوفاء بالوعود، والمؤسف أكثر أن هناك من الاتحاديين ممن لديهم القدرة على معايشة الأوهام وتصديق الأكاذيب والترويج لها حتى تويتريا من أجل المحافظة على علاقات خاصة وصحوبية أسماء لطالما كانت مصدر حرج وإذلال كبيرين للكيان ساهمت في نزع الثقة وانعدام المصداقية مع الناس.
الجزئية الأخيرة في هذا المقال هي من أهم وأبرز أسباب ابتعاد الأسماء الشرفية الكبيرة عن الإتحاد وللحق (ليس كل ما يعرف يقال) فقديما قالوا: الملسوع من الشربة ينفخ في الزبادي! وما أكثر من لسعتهم طناخة الهياط والهدرة وقلة الدبرة.