في صفحة عنونها مالكها بـ"ابن القاعدة"، اتبع فيها سلوك الطباخ أو الشيف الذي يضع المقادير في نقاط متسلسلة تحقق في النهاية الوصول إلى الطبق الشهي، إلا أن هذا الإرهابي الذي يدخل صفحته ويتفاعل معها العشرات، هم ليسوا إلا من الراغبين في الحصول على دورات متطورة في صناعة المتفجرات.
ابن القاعدة يعطي المتحمسين دروسا في صناعة القنابل اليدوية والأحزمة الناسفة، إضافة إلى أنواع أخرى من المتفجرات، في صفحة متاحة للجميع، داخل ما يسمى بـ"بلوجسبوت"، بل وصل التفاعل من معرفات نسائية ترغب صاحباتها في التعلم من الإرهابي ابن القاعدة. وينهي الإرهابي الشيف كل دروسه الإرهابية التي يقدمها والمتاحة لمستخدمي الإنترنت في العالم، بعبارة تعكس مدى الاستهتار بأرواح الأبرياء والبشرية أجمع، فلم ينه أي درس من دروسه إلا بعبارته الحمقاء "تقبل الله ضحاياكم".
وحرص الشيف في لغته على ألا يتخلى عن لغة الدم والقتل والموت، حتى يدخل المتلقين في أجواء ما وراء العقل والإنسانية، وكأنه يخدر المتحمسين ليتمكن من التحكم بهم عن بعد، وحرص في الدرجة ذاتها على أن يكون طرحه متسلسلا وواضحا وسهل التلقي والتنفيذ.
ابن القاعدة لم يكن الوحيد على شبكة الإنترنت، هناك العشرات ممن هم على شاكلته، يقدمون الموت على طبق من إرهاب، للباحثين عن الموت على ضفاف جثث الأبرياء.
أحد مقدمي دروس صناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، أسمى نفسه بـ"حزام ناسف"، وهو بلا شك له من اسمه نصيب، فدروسه التي يقدمها في قوالب من تسجيلات الفيديو تتميز بسهولة الشرح وتسلسل الخطوات ووضوحها.
ابن القاعدة وشقيقه في الجرم حزام ناسف، لهما كثير من الأشقاء، الذين توضح معرفاتهم ولهجاتهم أنهم منتشرون في مناطق عربية متفرقة، جميعها كانت ضمن محطات ما يسمى بـ"الربيع العربي"، وكأنهم يريدون نشر ثقافة الدماء لكل ناطق بـ"العربية" يستخدم شبكة الإنترنت.