كشف أسرى يمنيون وقعوا بأيدي قوات المقاومة الشعبية خلال المواجهات التي دارت الأيام الماضية، أن المتمردين الحوثيين قاموا باختطافهم أثناء توجههم إلى المملكة بعقود عمل رسمية، وأرغموهم على القتال ضمن صفوفهم. مشيرين إلى أنهم حاولوا كثيرا دون جدوى الهرب من الميليشيات الانقلابية، إلا أن عيون المتمردين كانت مسلطة عليهم، ولتخويف البقية، نفذ الحوثيون عقوبة الجلد المبرح ببعض الذين حاولوا الفرار.

وأشارت المصادر إلى أن بعض هؤلاء أبرزوا أوراقا رسمية تؤكد صحة أقوالهم، لذلك تم الإفراج عنهم، وتسهيل خروجهم إلى المناطق التي يريدونها.

كما أكدت إحدى الأسر من محافظة ريمة وسط اليمن أن ثلاثة من أبنائها تم اختطافهم من قبل المسلحين الحوثيين أثناء توجههم إلى المملكة عن طريق البر. مشيرة إلى أنها لا تعلم مصير أبنائها، بعد نقلهم من قبل الحوثيين إلى جبهات القتال الحدودية، حيث ظلوا لفترة يحاولون الدخول إلى السعودية لتوفير فرص عمل، لاسيما أن لهم أقارب يعملون هناك.

من جانبها واصلت ميليشيا الحوثي حملات الدهم والاختطاف بحق أبناء محافظة إب، حيث أقدمت صباح أول من أمس على اقتحام مقر ملتقى شباب الفرقان لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الدليل، وقامت باختطاف من فيه من العاملين والطلاب من أبناء المنطقة، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

كما أقدمت الميليشيا على اختطاف عضو المجلس المحلي بمديرية حزم العدين، القيادي في حزب صالح، مرتضى محمد أحمد الشعوري، واقتادته إلى جهة مجهولة. وبحسب مصادر محلية، فقد قام قيادي حوثي يدعى أبو عقيل السالمي باستدراج الشعوري، من خلال دعوته، ثم قامت الميليشيات باختطافه واقتياده لجهة مجهولة.

وقالت المصادر إن الشعوري عضو بالمجلس المحلي لمديرية حزم العدين، لدورتين انتخابيتين، كما يعتبر من القيادات المؤتمرية الفاعلة في المديرية، والمناطق المجاورة.

في سياق متصل، أدان عدد من المنظمات والوسائل الإعلامية والمثقفين والكتاب ما تعرّض له الأديب والكاتب الصحفي عبدالكريم المدي أخيرا من تهديد جديد من الحوثيين لإسكات صوته وقلمه الوطني والإنساني الذي ينافح من خلاله بكل شجاعة ومصداقية عن القضايا الوطنية والقيم الكبرى.

وفي الوقت الذي أكدت فيه هذه الجهات والشخصيات الثقافية في شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة والمواقع وغيرها عن تضامنها الكامل مع الكاتب المدي وإدانتها الشديدة لمثل هذه الممارسات التي تريد إسكات أصوات الحقيقة، وترهيب أصحاب الأفكار والرؤى الحرة، فإنها دعت كل المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني والكتاب والمثقفين والصحفيين والحقوقيين إلى التضامن مع المدي وبقية الزملاء المختطفين في سجون الميليشيات، وإدانة التنكيل والترهيب الفكري الذي يتعرضون له بسبب توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية.